بقلم الكاتبة والسيناريست رضوى رضا
ضحكتُ وصديقتي كثيرًا بينما نشاهد صور زفافها ثم فجأة تغيرت ملامحها السعيدة متوقفة عند إحدى الصور وظهر عليها الحزن، فسألتها عن السبب فأعطتني الصورة وأخريات هي فقط فيهم فنظرت لأجدها عروسا جميلة ولا شيئا يدعو للحزن، وعدت أتساءل وهي ما زالت على حالها عابسة ثم سألتني إن شاهدت شيئا غريبا في صورها وكانت إجابتي لا وهذا بعد أن أمعنت النظر فيهم مرة ثانية؛ فأشارت إلى العُقد الذي حول رقبتها في الصورة وقد تدلت منه زمردات واحدة كبيرة وأخريات صغيرات، للوهلة الأولى لم ألاحظ غريبًا؛ إلا أنني وجدت الزمردة الكبيرة مقلوبة ليست كما الصغيرات فنظرت لها متمتمة "مؤكد لم تنتبهي لها" فجاوبتني "لا كنت أعلم وفكرت أن أعدلها لكني ... قلت لنفسي فيما بعد " اندهشتُ وطرق على ملامحي الاستفهام وقبل أن أسأل تحدثت "أفهم سؤالك؛ الآن فقط علمت أنه لم يكن هناك فيما بعد .. إنها مرة والمرة أحيانا كثيرة لا تعود ... في الواقع لا شيء يعود "
صمتت صديقتي وصوت تنهيدتُها يعلو فوق كل الأصوات؛ ليخبرني أن علينا ألا نترك الفرصة التي في أيدينا بل علينا ألا نمرر الأمور مرور الكرام وخاصة الأحداث الغالية والمناسبات السعيدة؛ فلنقتنص الفرصة ليس فقط نستغلها بل نقبض عليها لنحتفل ونفرح، وإن استطعنا القيام بشيء ولو بسيط لنجعلها أسعد إن كنا بالفعل سعداء فلنفعل فورًا.
ربما موقف صديقتي كان بسيطا لكنه قياس لمواقف كثيرة نمرر فيها المناسبات والأعياد آملين أن نحتفل المرة القادمة ونحقق أُمنية كان بوسعنا تحقيقها في مناسبة أو حدث حالي لكننا تغاضينا عنها لسبب ما، مؤجلين للمرة التي لا نعرف متى ستأتي أو ربما نعلم، لكن لسنا ضامنين أكيد أنها ستأتي كما خططنا لها؛ فصديقتي العزيزة لن تعيد حفل زفافها كما لن نتمكن من أن نعيد احتفالاً أو مناسبة دُعينا إليها وارتدينا فيها شيئا لا يروق لنا أو لم نقم بالطقس المناسب لهذا الحدث أو تخطينا موقف دون التعبير لشخص مهم عما في خاطرنا ثم ذهبنا ولم نره مرة أخرى مثل الفتاة الصغيرة التي كتبت خطابا لوالدها لأول مرة تعاتبه عن موقف وتعتذر له ثم خافت أن يغضب منها أكثر وظلت تؤجل حتى سافر وللأسف فات الوقت المناسب للاعتذار والصلح.
مؤكد ستجد شيئا من هذه التصرفات قد مر بك في الحياة، أما عن صديقتي فقد حصلت على صور زفافها ناقصة شيء لن يلاحظه الجميع وإن لاحظوه لن يروه مهما وربما يعتبرونه ليس أهم ما يميز صورتها، لكن هي صاحبة الموقف رأته وتراه وتعرفه وتُعيد على نفسها كثيرا "ربما لو سرقت لحظة وعدلت زينتي لكانت صوري أفضل "
وبما أننا في العيد؛ فانتهزوه فرصة واحتفلوا وافرحوا وعيشوا أجوائه في كل لحظة منذ فجر يوم العيد إلى مسائه، عايدوا أهلكم وأصدقائكم وأحبابكم، أرسلوا الرسائل ذات الكلمات الجميلة والدعوات الغالية، والرجاءات التي تُعمر في القلوب لبعضها حبا، كونوا في العيد وفي كل مناسبة سعيدة وعيشوا من خلالها المتعة المطلقة وانسوا الظروف الصعبة والأمور المعقدة والأماني المفقودة والأعمال المؤجلة والكثير مما لا يروق لأنفسكم، اجعلوا العيد عيد بل عيدان؛ عيد لأنه عيد وعيد بفرحتكم وابتسامتكم أنتم وأحبابكم.
إرسال تعليق