بقلم هيثم المغيربي
في عالم الهندسة والرياضيات، الزوايا والأقواس تحمل معانٍ دقيقة وأهمية كبيرة في فهم الأشكال والمجالات. ولكن، عندما نتحدث عن الحياة الإنسانية والتجارب الشخصية، تصبح هذه المفاهيم رموزًا تستحق التفكر والتأمل. "بين قوسين فكم الزاوية" هو تعبير يستدعي التفكير في المساحات الضيقة والمحدودة التي نعيش فيها، سواء كانت قسرية أو اختيارية، وكيف تؤثر هذه المساحات على رؤيتنا للعالم وتفاعلنا معه.
عندما نقول "بين قوسين"، فإننا نشير إلى حالة من التقييد أو الانحصار. يمكن أن يكون هذا القيد نفسيًا، اجتماعيًا، أو حتى مهنيًا. هذه الأقواس قد تحدد حدودًا لا يمكننا تجاوزها بسهولة، وقد تجعلنا نشعر بأن حركتنا مقيدة، وأفكارنا مكبلة. من ناحية أخرى، "فكم الزاوية" يطرح سؤالاً عن مدى الانفتاح الذي نتمتع به داخل هذه الأقواس. الزاوية هنا قد ترمز إلى مساحة التفكير، الابتكار، والإبداع. فإذا كانت الزاوية ضيقة، فقد نجد أنفسنا عاجزين عن رؤية الصورة الكاملة أو التفكير خارج الصندوق. وإذا كانت الزاوية واسعة، فقد يكون لدينا المزيد من الحرية لاستكشاف آفاق جديدة واتخاذ قرارات جريئة.
العيش بين قوسين يمكن أن يكون تجربة غنية بالتحديات، لكنه يمكن أن يكون أيضًا فرصة للنمو والتطور. علينا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكننا توسيع تلك الزاوية داخل القوسين؟ كيف يمكننا استغلال المساحات الضيقة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة؟
من بين الأفكار لتوسيع زاوية التفكير داخل الأقواس نذكر التعليم والتعلم المستمر، فاكتساب معارف جديدة يمكن أن يفتح أمامنا آفاقًا جديدة ويوسع من منظورنا للأمور ثم نذكر التواصل والانفتاح فالتفاعل مع الآخرين وتبادل الأفكار يمكن أن يساعد في توسيع زاوية رؤيتنا وتفكيرنا ثم التجربة والخطأ فعدم الخوف من تجربة أمور جديدة والقبول بالفشل كجزء من العملية التعليمية يمكن أن يساعد في اكتشاف قدرات جديدة وطرق غير تقليدية للتفكير. نذكر كذلك التأمل الذاتي، بتخصيص وقت للتفكر في الذات وتحديد الأهداف والقيم الشخصية يمكن أن يساعد في توجيه الطاقة بشكل أكثر فعالية
المرونة و قبول التغيير والتكيف مع الظروف الجديدة يمكن أن يفتح أبوابًا غير متوقعة ويوسع من زاوية الرؤية داخل الأقواس.
في النهاية، "بين قوسين فكم الزاوية" هو دعوة للتأمل في كيفية تعاطينا مع القيود والتحديات التي تواجهنا. هل نسمح لها بتقييدنا وتحجيم إمكانياتنا، أم نبحث عن طرق لتوسيع زوايا رؤيتنا وابتكار حلول جديدة؟ الحياة مليئة بالتحديات، ولكنها أيضًا مليئة بالفرص التي تنتظر من يجرؤ على رؤيتها من زاوية مختلفة.
إرسال تعليق