بقلم سفيرة عذراء صباح
نظراً لتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في العديد من المجتمعات العربية
والإسلامية، أصبحت ظاهرة إدمان أفراد المجتمع للمخدرات "خاصة
الشباب" ظاهرة أخطر من الغزو الثقافي، ذلك لأن الغزو الثقافي إنمط
يستهدف العقول للنيل منها والسيطرة عليها، بينما الإدمان وترويج
المخدرات بين الشباب إنما يهدف إلى القضاء على عقول الشباب
وأبدانهم في آن واحد والقضاء عليهما معاً، وهذا أمر إن تمكن من نشبه
أظفاره في شباب المجتمع وأفراده عامة ذهب هذا المجتمع وضاع
مستقبله ولذلك أصبحت ظاهرة إدمان المخدرات أخطر المشكلات
من
...
التي تشغل بال المسؤولين في جميع أنحاء العالم، وخاصة عالمنا
الإسلامي الواعد.
ويوم بعد يوم يستفحل خطر الإدمان، لأنه يزداد كل يوم مع انخفاض سن
الإدمان ودخول نوعيات جديدة من الصبية والشباب صغيري السن من
تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات دائرة الموت والهلاك.
ولا يقتصر الأمر على الذكور من الشباب، بل إن إدمان الهيروين
والمخدرات البيضاء تفشت بين الفتيات بنسبة تعادل 5% إن الشباب
المدمنين، وعادة ما تتعرف عليهم الفتاة أو المرأة بصفة عامة عن طريق
الزوج إذا كان مدمناً، أو أحد الأصدقاء سيئي الخلق.
ويقسم الدكتور "كوميرس" المراحل التي ديمرد بها المراهق
: حتى يصل إلى مرحلة الإدمان إلى خمس مراحل
أولا: الاستعداد لارتكاب الخطأ وتوافر مقومات ذلك ، من استغلال سهولة
الحصول على المخدر، ثم عدم احترام الشخص لنفسه، ثم العيوب
لطبيعة الشخصية.
تشير دراسات عديدة إلى أن ظاهرة تعاطي المخدرات والمسكرات قد1
عرفت في المجتمعات والحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية
والرومانية واليونانية والصينية والعربية وغيرها.
ويقال بأن الفراعنة هم أول من عرف المخدرات في منطقتنا العربية
وكان أهمها المخدرات المشتقة من نبات الخشخاش والقنب، لكن
استعمال هذه النباتات وما يشتق منها من المخدرات كان مقصوراً على
مجالات بعيدة عن الإدمان، حيث كانت تستعمل في مجال الطب،
فالأفيون كان يستخدم لعلاج أمراض العيون وعمل مراهم لآلام الجسم
وكذلك كان يصنع منه مساحيق لنفس الأغراض، كما كان الخشخاشد
المعروف باسم نبات "شبن" في ذلك الوقت يستعمل كدواء لتهدئة
من الصراخ.
الأطفال
وقد عرف العرب في الجاهلية قبل الإسلام ،الخمر، وكذلك في بداية
العهد الإسلامي حتى نزل تحريمها، وقد عرف العرب فيما بعد الأفيون
والحشيش، ويذكر الباحثون أنه دخل إلى الجزيرة العربية وبعض الدول
العربية الأخرى عن طريق الغزوات التي تعرضت لها الجزيرة العربية،
وكذلك بعض الدول العربية، حيث دخلها المغول واختلطت حضارة العرب
بالحضارات الأخرى، مما كان له أبعد الأثر في ترويج انتشار هذه
المخدرات في عالمنا العربي والإسلامي، وإن كانت في البداية تستعملك
لبعض الأغراض الطبية، ثم أسيء استعمالها.
ولكن تعاطي الحشيش والأفيون لم يدخل دائرة الخطر من حيث
التعاطي والإدمان إلا في عصور المماليك ،والعثمانيين، حيث يقرر بعض
المؤرخين أن إساءة استخدام الحشيش كمخدر لم يعرفها العرب إلا في
القرن السابع الهجري، نتيجة لاحتكاكهم بالشعوب الأخرى التي جربت
الحشيش كمخدر يبعث على السعادة والسرور
ومع بداية القرن الحالي أخذت إساءة استعمال المخدرات تشغل بال
ولاة الأمور، حيث بدأت تتدفق على البلاد كميات ضخمة من الحشيش
والأفيون
من بلاد اليونان، وأقبل على تعاطيها كثير من فئات الشعب في
الريف والمدن، بعد أن كان التعاطي محصوراً في نطاق ضيق على بعض.
إرسال تعليق