السفيرة والأديبة ياسمين فؤاد عنبتاوي
........
يصف علم النفس الاجتماعي حالة تفكك الأسرة بأنها حالة تصدع، حيث يتم تدمير حائط الأسرة الحامي لأفرادها بسبب فقدان أحد الوالدين أو كليهما سواء بسبب الطلاق أو الهجرة. وتعرف الأسرة بأنها البيئة التي ينشأ فيها الطفل ويتعلم فيها المبادئ والقيم المجتمعية، وإذا تفككت الأسرة فإننا ننتظر جيلًا يعاني من ضعف نفسي وأمراض اجتماعية
عندما تتزوج المرأة، يجب أن تتخلى عن حقها في أن تكون عنيدة أو مستقلة، حتى لا يكون مصيرها الفشل في الزواج. وعندما يتزوج الرجل، يجب أن يتخلى عن حقه في أن يكون طائشًا وغير مسؤول، إلا إذا أراد أن تكون حياته الزوجية مبنية على الفشل. يجب على كلا الطرفين أن يكونا مطيعين وآمنين وأخلاقيين وملتزمين بالمبادئ والقيم، وأن يتقيا الله فيما بينهما. الزواج ليس وسيلة لملء الفراغ أو النهاية الطبيعية لقصة حب. الزواج هو أمر ديني يهدف إلى إقامة علاقة طويلة الأمد، وله شروط يفرضها الدين وتتضمن التزامات من الطرفين.
الأسرة التي تستند إلى مبادئ الدين هي أسرة قوية ومستدامة، فالأسرة هي الأساس الصالح لبناء مجتمع سليم. في الإسلام، تحقق الأسرة النمو الجسدي والعاطفي والروحي والاستقرار النفسي والراحة، وتعلم الأسرة تحمل المسئوليات وتنجب الأطفال وتربيهم وتحافظ على الأنساب والشرف. ومن هنا يتكون المجتمع المثالي.
وبدون ذلك، يحدث تدهور في كرامة الإنسان وينحدر إلى مستوى الحيوان، ويفتقد السكن والراحة وانتشار الأمراض الخطيرة وانخفاض النسل وضعفه وتفكك المجتمع وخسارة كرامته.
وهناك العديد من العوامل التي تحمي الأسرة في الإسلام، مثل: تواجد النساء في المنزل لأنها الوظيفة الأساسية وتحجب الفتنة عن الرجال، والحفاظ على العورات وحماية الأسرة من الانحراف، وتجنب النظر المحرم والامتثال لأمر الله في ذلك للحفاظ على المحبة بين الزوجين، واحترام خصوصية المسلمين وعدم الخلوة مع الأجنبيات لمنع الفاحشة.
وأساس ترابط الأسرة هو التفاهم بين الزوجين، والزواج في الإسلام هو سر يجد فيه الإنسان السعادة التي لا يجدها إلا في ظل المرأة. ولذلك، يحق للزوج أن يجد في زوجته الفرح والسعادة والجمال والابتسامة العطرة.
ومن آثار الإيمان في الحياة هو سعادة البيوت وبناء الأسر المسلمة. فالبيت الذي يملأه الإيمان هو بيت سعيد يخرج الأشخاص السعداء. والنساء في هذا البيت هن مسلمات مؤمنات يطيعن الله ويساعدن الزوج في طاعته. وعندما يخرج الزوج للعمل، تذكره الزوجة بتقوى الله وتطلب منه أن يطعمها الحلال فقط، حيث أنها تتحمل الجوع ولا تتحمل النار.
البيت الذي يستند إلى الإيمان هو بيت مبارك، والابن يتبع أباه حتى في التقشف. فالأسرة الطيبة والمباركة والمؤمنة التي تربي أبناءها على الدين هي الأسرة التي يرغبها الله سبحانه وتعالى.
من بين أهم أسباب تفكك الأسرة هما الأم والأب. الأم قد تكون حاضرة ولكن غائبة عن مسؤولياتها الأسرية بسبب اهتماماتها المتعددة وانشغالها عن أسرتها، مما يجعل الزوج لا يجد الرعاية والاهتمام من زوجته في شؤونه واحتياجاته. إذا كانت تعمل وتقضي معظم وقتها في العمل أو تعود في نفس وقت عودة الزوج وهي متعبة ولا يكون لديها وقت للاستفسار عن الزوج والأولاد، أو تقضي وقتًا طويلًا خارج المنزل مع الأصدقاء وفي الأسواق، فإن الانهيار يبدأ داخل هذه الأسرة وتتكاثر المشاكل وتتدهور العلاقة وينتج عن ذلك تفكك الأسرة.
كما لو أن الأب الحاضر غائب عن مشاكل المنزل والأطفال، حيث يقضي معظم وقته خارج المنزل ويشغل نفسه بأصدقائه وعمله، مما يمنع الزوجة والأطفال من الخروج معه أو قضاء وقت أكثر معه. هذا السلوك يسبب الخلافات بينه وبين أسرته وتظهر المشاكل. عندما يقضي الزوج معظم وقته خارج المنزل، تبدأ الزوجة في الشكوى والاستياء من غيابه، مما يمكن أن يؤدي إلى الطلاق وتفكك الأسرة وانهيارها. بالتالي، يفقد الأطفال النموذج الإيجابي في شخصية الأب، الذي كان من المفترض أن يقدمه لهم من خلال سلوكه الحسن وأدواره الجيدة. هذا يؤدي إلى حدوث صراعات متكررة في جميع جوانب الحياة الزوجية، مما يفتح الباب لتفكك الأسرة. الزوج هو القائد في الحياة الزوجيه وهو المسؤول عن نجاحها أو فشلها
ينتقل الأثر السيئ إلى الأولاد الذين يدفعهم هذا الخلاف إلى ترك المنزل والانتقال إلى الشارع وتعرضهم للمخاطر والمتاعب. قد يؤدي تفكك الأسرة في بعض الأحيان إلى خلق الظروف التي تدفع أفراد الأسرة إلى الانحراف. عندما يتفكك الأسرة وتتشتت أفرادها، يشعرون بعدم الأمان وعدم القدرة على مواجهة المشكلات.
عند حدوث نزاعات في المنزل لا يجب عليك استعمال العنف مع طفلك مهما كان سنه
الصراخ والضرب بسهولة لا فائدة منهما وربما يتسببان في أذى أكبر على المدى الطويل. وقد يؤثران سلبًا على حياة الطفل بأكملها. يمكن أن يؤدي الجو النفسي السام الذي ينتج عن هذه الطريقة إلى مجموعة من النتائج السلبية مثل زيادة خطر ترك المدرسة والاكتئاب وتعاطي المخدرات والانتحار وأمراض القلب.
يجب الحفاظ على الأسرة وحراستها من قبل الوالدين. بالإضافة إلى المحادثات العائلية ، يجب على الوالدين رعاية أطفالهم وتربيتهم وفقًا لأساليب تعليم الرسول والقرآن. الاباء يربوا الاولاد على الاخلاق الجيدة و تعليمهم عن الدين و الاعمال الصالحه. و تربي الام الاولاد و تحافض على سلامهم و صحتهم.
تعتبر الوقت المنفرد أمرًا هامًا لبناء أي علاقة جيدة، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالعلاقة بينك وبين طفلك وزوجتك. يمكن أن يكون هذا الوقت ثلاثين دقيقة في اليوم، أو حتى عشر دقائق. يمكنك دمج هذا الوقت مع أنشطة تنظيف المنزل معًا وقراءة قصة ما، أو الحديث معهم والغناء معًا. يجب أن يكون اهتمامك مركزًا على طفلك ورعايته بشكل جيد. يعني ذلك أن تطفئ التلفاز وتغلق هاتفك وتنزل لمستواهم وتقضي وقتًا معهم.
يشعر المراهقون بسعادة كبيرة عندما ترقص معهم في الغرفة أو تشاركهم في الحديث عن مطربهم المفضل. قد لا يعبرون عن ذلك دائمًا، ولكن هذه هي الحقيقة. وهذه الطريقة أيضًا ناجحة في بناء علاقة معهم وفقًا لشروطهم.
أجلس معهم وحاول التوصل لاتفاق معهم بشأن الأمور المسموحة والممنوعة في المنزل. يمكنهم أيضًا مساعدتك في تحديد عواقب السلوكيات المرفوضة. إشراكهم في هذه العملية يساعدهم على أن يدركوا أنك تفهم أنهم قد دخلوا في مرحلة الاستقلالية بأنفسهم.
والوضع العاطفي مهم في تفاقم المشاكل الأسرية. قد يؤدي الضغط الاقتصادي والمشاكل المادية إلى تدهور العلاقات الزوجية وتفاقم التوترات بين أفراد الأسرة. تعتبر الأمور الشخصية مثل وفاة أحد الوالدين أو الإدمان أو السجن أو الطلاق أو المخدرات أيضًا عوامل تسهم في تفكك الأسرة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الاعتماد الزائد على وسائل الاتصال الحديثة مثل الهواتف والتلفاز والإنترنت سببًا آخر لتفكك الأسرة، حيث يمنع هذا الاعتماد الوقت الذي ينبغي أن يقضوه أفراد الأسرة معًا ويعوق تحقيق المسؤوليات الأسرية. يمكن أن يؤدي هذا إلى حدوث خلافات وعدم الشعور بالدعم الاجتماعي من قبل الأقارب وعدم الشعور بالأمان والتلاحم داخل الأسرة. علاوة على ذلك، عدم نضج أحد الزوجين أو كليهما قد يؤدي إلى تفكك الأسرة نفسيًا وعاطفيًا.
أهمية الأسرة في المجتمع
القيام بتقوية الوازع الديني والإيماني والتربية والتثقيف والتوعية والتربية الثقافية، ويجب الحفاظ على دورها الكبير في منع التفكك والضياع. ينبغي أن تكون الأسرة متماسكة وتعزز العلاقات بين الوالدين وأبنائهم عن طريق حل المشكلات بطريقة إيجابية، والابتعاد تماماً عن العنف والضرب والصراخ، وتحقيق التفاهم وتخصيص وقت للأبناء.
تتمثل قواعد تحقيق الاستقرار الأسري في احترام جميع أفراد الأسرة بشكل متبادل.
تعتبر ظاهرة إهمال وضرب واهانة الزوج لزوجته تهديدًا لمعظم البيوت في الوقت الحالي. فعندما يكون خارج المنزل يبدو مرحًا ومستمتعًا مع الجميع، ولكن عندما يدخل المنزل أو يتحدث مع زوجته، يتحول إلى شخص ممل وغير محتمل، ويتحدث معها بطريقة غير محترمة ويقلل من قيمتها، مما يجعلها تشعر بأنها سجينة. لذلك، يجب عليه أن يهتم بها ويحبها، وأن يعطيها العناية والحنان اللازمين.
علاج التفكك الأسري
يتطلب الحفاظ على استقرار العلاقات ووقف تبادل الاتهامات بين أفراد الأسرة، وتقديم تنازلات للحفاظ على استمرار العلاقة وحل المشكلات بطريقة محترمة ومن خلال مناقشة هادئة. يجب أيضًا بناء الثقة والحفاظ على تقوية العلاقة الأسرية والترابط. يسمح بتبادل الحديث بين أفراد العائلة والتعبير عن مشاعر الاحباط بشكل طبيعي وغير هجومي تجاه أفراد الأسرة. يوصى أيضًا بالاستشارة مع أخصائيين نفسانيين.
إرسال تعليق