خبز امي وقهوة امي

 


الكاتبة ايه الداود

الإنسان يظل طفلاً حتى يفقد أمه، فيتسلل الشيب إلى شعره، ويتسرب الخوف إلى قلبه، وتبدأ خطواته تتعثر في الحياة. يهرم الإنسان سريعًا بفقدان أمه، فبغيابها يتبدد الأمان الذي كان يحيط به، وتغيب الألوان من حياته. تغنى مارسيل خليفة باشتياقه إلى خبز أمه وقهوتها، وتغنى الجميع بخبز أمي وطعام أمي ولمسة أمي. الجميع فقد أمي ، لكن الفقد الأكبر كان في قلبي. فليس الفقد في الجسد فقط، بل في الروح التي تشبثت بأمي حتى آخر لحظة.


عودي يا أمي، أعيدي لي فراشات طفولتي  التي ضاعت، فقدت الوقوف بدون  صلاتك ، صلاتك التي كانت تبعث السلام في حياتنا . أنتِ هناك، في قرارة  قلبي، لكن الظلام بدأ يغمرني من دون نورك. رأيتك في ثوبك الأبيض، وقلبي إسّودَ  من الحزن، ولم يغادرني ذلك الشعور المؤلم. ذلك اليوم الذي لا أستطيع الخروج منه، الذي ترك في داخلي فجوة لا تملؤها الأيام.


عطرك ما زال يملأ شعري الذي اشتاق إلى لمسة يدك. عودي إليَّ يا أمي، لأرمي نفسي في حنانك ليعود السلام إلى قلبي .


إهداء إلى ملاكي الحامي " أُمي "



Post a Comment

أحدث أقدم