مصابيح الدجى

 


الشاعر  / زيد الطهراوي 


العلمُ نورٌ و فينا الصبرُ يرفعنا 

إلى المعالي فيزداد المدى ألَقا


هذا سباقٌ لجناتٍ لها درجٌ

و يقرأ العبدُ كي يستأهلَ العبقا


اقرأ و رتل تَحُز في الفضل منزلةً

قد كنت تقرأُ في دنياك مُنطَلِقا


و من يَسِرْ في دروب الخير يلقَ بها

مشقةً و صموداً يملأ الأفقا


و إن تعبتَ و لم تسبِقْ إلى هدفٍ 

فابدأ و سابقْ و كن بالركب ملتحِقا


و لو أتاك مماتٌ قبل ختمتِه

فسوف تُبْعثُ للقرآن معتَنِقا 


ما دمتَ تسعى ففضلُ الله منسكبٌ

و نوره في فؤاد الحافظِ التصقا


فاحرصْ على القلبِ بالإخلاصِ تملأُهُ

فيرتقي القلبُ في الفردوسِ أنْ صدقا


معلمُ الخيرِ في الاعماقِ مسكنُهُ

كشمعةٍ قد أضاءَ الدربَ و احترقا


هذي الحياةُ صعوباتٌ تُنَوِّلُنا

مجدَ الخلودِ فيأتي السهلُ مُندَفِقا


و ينشرُ العلمَ بالحسنى معلِّمُنا

فيرتقي قارئٌ يستأهلُ الحَبَقا


و لن أكافئَ مهما قلتُ من رُطَب 

معلماً قد حباني العلم و الخُلُقا


إن قَصَّرتْ كلماتٌ دون منقبةٍ

 فالقلبُ بالشكرِ و التقديرِ قد خَفقا


و ليس لي غيرُ دعواتٍ أُلِحُّ بها

أن يُبعدَ اللهُ عنه الهم و الرَّهقا


و والدايَ هما نعمَ الرفيقُ على

دربٍ أُكابدُ فيه الجُهد و الأرقا


سبحانَ من وهبَ المخلوقَ مرحمةً

يلقى بها من عذابِ النَّارِ مُنعَتَقا

Post a Comment

أحدث أقدم