مختصر قراءة في رواية بقايا قصة الجزء الثاني للكتابة آية غانم.

  


 الكاتبة الزهرة جاب الله / الجزائر

- تكمل الكاتبة روايتها من نوع درامة الإجتماعية لليافعين والشباب بأسلوب بسيط وسلس والذي يتناسب والفئة العمرية التي تستهدفها في القراءة، وبسرد على لسان الراوي وجزء قليل من الحوارات المباشرة لشخصيات الرواية تكتب وسط تصاعد الأحداث مرة أخرى وبوتيرة متسارعة تربط الجزء الثاني  بزواج سارة من عمر وعيشها مع جدتها واكمال دراستها والعمل في ادارة أموال جدتها الثرية...ثم تجذب الكتابة خيوط المخبلة ككومة صوف وتبدأ في عرض المشاكل الاجتماعية  من الغيرة عمياء وحسد بين الأختين وتتاجج حتى تصبح تجريمة مجتمعية خطيرة لا يغتفر لها...حيث تكبر غيرة أخت سارة بعدما أصبحت حاملا والمرض ينهكها.... فلم ترحمها وتجد لها حيلة فتقوم بخطف ابنها وضياعه وتوهما الطبيبة أنه توفي وتمر الكاتبة بسلسلة طويلة من الأحداث ويكبر ابن سارة بعيدا عن والديه بين عدة عائلات ولم يقف الأمر لهذا الحد بل تعدى ذلك بمكيدة أخرى جراء الميراث. مشاكل يتخبط فيها المجتمع وتتفاقم كلّما كانت هناك أرض لذلك وعقليات بعيدة عن الأخلاق والتربية الطيبة حيث يتوغل البغض والكره بسرعة في النفوس الضعيفة التي تظن أنها قوية وعلى صواب.

 فتحفر أمل أخت خالد نفق مظلم لابن سارة المتبنى من خالد وشهد اللذان لا ينجبان بعدما كان يعيش مع عائلة مراد وزوجته وابناءهما ومشدة تصلطها طلبت منه أن يأخذه بعيدا عنها فلم يجد سوى صديقه خالد ليتبناه...كانت امل تخاف من أن يرث معهم وكبرت فيها الأفكار الخبيثة بأن تتخلص وتبعده عن عائلتهم وبسببها كان يعيش الألم والحزن والحيرة مرة أخرى....لتصل بها نفسها السيئة أن تدفعه من سطح المنزل غيرة وحسدا حتى بات الطفل يوسف ذو ستة سنوات في غرفة الانعاش...لتكتب الكاتبة آية الناشئة آية غانم منعرج آخر تفك فيه كل خيوط الرواية وأحداث أخرى متسارعة تزول فيها كل اللبس والحيرة والتساؤلات حيث بدلائل كانت مخفية تظهر مع نهاية أحداث الرواية كحل لكل تلك الأحداث التي كانت وكأنها لا حل لها فتفاجؤنا الكتابة  بمعرفة كل من العائلتين اللتان تبنيتا الطفل يوسف ما هو إلا ابن سارة أخت زوجة مراد....الأب الأول الذي تبناه بعد وفاة السيدة التي رشتها أخت سارة... كي تربيه...وتختم الكاتبة آية غانم بعودة الطفل لأحضان والديه الحقيقين بعد حرقة دامت سنوات تسببت فيها أقرب الناس إليها أختها لا لسبب فقط لأن والدهما كان يفضل سارة عن....لنتأمل كم التفرقة بين الأبناء بقصد أو بدونه فكنا نميل لأحد من الأبناء وما ينجم عنها من غيض وانفجار قد يكبر ليصبح جريمة...وتختم الكاتبة روايتها باعتراف اخت سارة... بكل ما فعلت وتخرج من حياتهم وحرمان زوجها من أبناءها كما حرمت اختها سارة من ابنها ذلك أقصى عقاب لها دون أن يلجؤوا للقانون لفصل في جريمتها....

-

Post a Comment

أحدث أقدم