الاديبة ميسون الباز
رغم الفاجعة التي لا تقاس بارقام الخراب والدمار والدماء، لكنها تقاس بضحكات الاطفال التي ماتت قبل ان تولد وباحلامهم التي تلاشت قبل ان تتحقق وبامنياتهم التي وئدت قبل ان تصبح واقعا، لكن من بين ثنايا الالم يولد الامل ومن رحم الوجع يولد الفرح، وبحجم الوجع والفقد والدماء والدمار تصنع الحياة الاخرى والاحلام والامال والامنيات. ومع كل شروق للشمس تستيقظ سيدة الحضور ( غزة) ، لتكتب فصلا جديدا في كتاب الحياة، حاملة على كتفيها اماني شعبها وطموحاته، لتبني الامل حجرا حجرا وترسم لوحة فنية من التحدي والقوة. تعزف الحان الصبر والتحدي ، تكتب بحروف من طين ارضها ودم ابنائها صمود اهلها.، في صدرها ينبض قلب وطن ومن عيونها يتسلل الامل ومن ثغرها تشرق ابتسامة النصر والحياة، انها غزة التي تحمل جروح الزمن لكنها تتحدى الالم في زمن الصمت، تحمل في عيونها لون السماء وعلى ارضها روح الوطن، في كل زمان ومكان تعانق الحياة، تتغنى الامواج على شواطئها كموسيقى الحرية، تحمل في جيبها امال الاجيال القادمة. غزة التي لا تستسلم امام الظلم، لكنها تقف كجدار من الارادة امام كل هذا الجبروت، وتتمسك بحقها في الحياة،وسثبت للعالم ان الموت ليس نهاية وانما بداية بداية حياة، وان الشمس ستشرق يوما من بين غيومها، وازهارها ستتفتح من بين الركام. لكنها لن تنسى ولن ننسى. سلاماً على فلسطين بكل ما فيها وبمن فيها سلاماً على غزة في الاولين والاخرين.
إرسال تعليق