كتبت / الاعلامية بيان مقبل
قصة قصيرة :
كان هناك ثلاثة ثيران أقوياء ، ثور أبيض ، ثور أحمر والآخر كان أسوداً ، كانوا يحبون بعضهم جداً ويساندون بعضهم في الأزمات ، فلا يستطيع احد الاقتراب منهم .
قرر الأسد أن يفترس هذه الثيران ولكنه كان يعجز عن افتراس الثيران الثلاثة وهي مجتمعة ، ففكر كثيراً وعثر على حيلة ذكية يستطيع بها أن يضعف قوتهم ، فاتجه الأسد الماكر إلى الثورين الأحمر والأسود ، ووشى لهم بأن الثور الأبيض يعرضهم للخطر أثناء الليل بحكم لونه اللافت للأنظار وعليهم أن يتخلصوا منه في أقرب وقت ممكن ، فسأله الثوران : وما العمل ؟ فقال لهما : سوف أنقض عليه وعليكما أن تديرا ظهريكما له ولا تقدما له يد المساعدة ، وهذا ما حصل فقد أجهز الأسد على الثور الأبيض أمام مرأى أخويه … وفي اليوم التالي اتجه الأسد إلى الثور الأحمر وقال له : لوني مثل لونك ، والثور الأسود لا يمثلنا لا هو ضدنا فعلينا التخلص منه ، فوافق الثور الأحمر على ذلك وأدار ظهره لأخيه ، ونادى عليه الثور الأسود واستغاث به فلم يلبي نداءه حتى أكله الأسد .
بعد يومين اقترب الأسد من الثور الأحمر وكشر له عن أنيابه بابتسامة خبيثة ، حينها علم الثور الأحمر بأن الدور عليه كي يأكل ،
فقال الثور الأحمر للأسد : لم أؤكل اليوم بل أُكلت يوم أُكِل الثور الأبيض .
كلما أتذكر حال العرب وفلسطين وخصوصاً من يقول بأن قضية فلسطين ليست قضيتي ، أتذكر هذه القصة التي سردتها لكم ولم ندري أننا نعيشها الآن ، هي قصة من الخيال ولكن هذه المرة الخيال ترك التوازي واتحد مع الواقع ، وها نحن نرى قضية فلسطين عبئ علينا ولا ندري أنها بوابة لهزيمتنا .
ومن يقول بأن قضية فلسطين ليست قضيتي فليتذكر ما حل بالثور الأحمر ، فقضية فلسطين هي قضية الشرفاء ، فمنذ عشرات السنين والفلسطينيون يموتون أحياء ، وينجبون شابات وشبانا يحتسبونهم عند الله شهداء وهم في أرحام أمهاتهم .
منذ عشرات السنين وهم يعانون العنف والعسكرة الاحتلالية وتصارعهم الآلات والتحالفات السياسية والتخاذلات العربية ، فيجب أن نعلم جيداً أن قضية فلسطين هي قضية كل عربي مسلم وكل من في قلبه ذرة انسانية .
فلنجعلها قضيتنا الأولى ..
إرسال تعليق