فايزة عبدالكريم الفالح
حفاةٌ على الرمالِ
تسيرُ أقدامي
أمتطي الوغى بُراقاً
والريحُ أنا ... عَصفٌ
يا لَثوراتِ الطُوْفانِ
يا لَنيرانِ انتقامي
أَكِرُّ ، غيرَ مدبرٍ
أجوبُ البقاعَ
أسرجتُ صهوةَ الليلِ
أطلقتُ حِلكَةَ اللجامِ
فويلٌ لخصمٍ لَدُودٍ
إذا أتانا بقلبٍ ذي إرتجافٍ
ويلٌ له ...!
حين تزغردُ البنادقُ
تحيَّةً لبندقيةِ التَّسامي
ويلٌ لهمُ ...!
متى أتيناهمُ بوجوهٍ مكفهرّةٍ
تشتطُّ غضباً تحت اللثامِ
أعاصيرُ شُهُبٍ ... أنا
وسحائبُ تجوسُ الديارَ
تجري بِيَ الرياحُ ...!
مِن دمي يتوضّأُ المِدادُ
يسجدُ خاشعاً على حدّيْ حُسامِ
ينتحبُ قلبي بلا هوادةٍ
و شيطانُ الخوفِ
يرقصُ عارياً ... حافياً .
خلعتُ له حذائي
ماذا أُريدُ به ...؟
إذا ما أصبح الموتُ حقيبتي
والكفنُ زهيدُ هندامي
قرِّبوا مَربطَ الشِّهادة ِ منّي ...!
وقرِّبوا إليَّ منديلَ أُمّي ...!
لأشتمَّ فيهما رياحَ الجنانِ
فليس بعدَ الآنَ موتٌ
إنَّما هي الحيوانُ
من أجل أن أحيا
من أجل أن أظلَّ بعين أمّي بطلا
من أجل أن أُزَفّ لوطني شهيدا
من أجل أن يحملَ ولدي وسامي
الليلُ يعتريهِ القلقُ
والنومُ يقظٌ
من هنا ... ! و هناك ...!
ثمّةَ صدى وراء حافّةِ الصرخاتِ
تمرُّ الأيّامُ ... الشهورُ والسنونُ
والقيدُ قد التحم بجراحي
وفي روحي تَهِيمُ الحرّيّةُ
مثلما تجولُ في السماءِ
أسرابُ الغمامِ
من هنا ...! وهناك ...!
تنفرُ الصبايا اليافعاتُ
تَتَراكضُ الطفولةُ وراءَ
قلُوبها المتعلَّقةِ على صدورِ الأمَّهاتِ
يتشابهون في الملامحِ ْ ... اللاشيء ...!
في الجراحِ ...! في الآلامِ
فالضربُ لا يوجعُ الأمواتِ
لكنّهُ يسطو في الأحياءِ
لمْ تنمِ الظلالُ
ولا الضوءُ ...! _يا رفيقي _...! ماتَ
هي الأنفاسُ المتدفِّقةُ رُعبا
أرتعشتْ ...! رقصتْ
على حافّةِ الظلامِ
ثمَّ ...!
دُخانٌ يعلوه دُخانٌ
وابلٌ من رصاصِ الطُوْفانِ .
نعم ...!
إنَّه الطُوْفانُ ...! يا سادة ...!
ليس معركةَ شطرنج :
أمير ٌ... وزيرٌ ...
جنديٌ غفيرٌ ...
قلعةٌ ... حصانٌ حسيرٌ ...
مستشارٌ أسيرٌ
مبصرٌ و ضريرٌ ...
معركةٌ بلا التحامِ
إنّه طُوْفانٌ يعلوه طُوْفانُ
أرضُ اللبنِ بالدماءِ تمورُ
ماجت البحورُ ، و فارَ التنّور ُ
والمشهدُ حزينٌ ، والشاهدُ دفينٌ
طفلةٌ تحضِنُ أخاها الرضيعَ
تحت الرُّكامِ
وأخرُ يزجرُ الكونَ
يزدري الوجوهَ :
هذي كتبي ... لن تسلِبُوها منّي ...
هذي ألواني... أتركوها وأقلامي ...
شُلَّتْ أيديكم
وهناك... هناك...!
من فمِ الصوتِ يتقاطرُ الصدى
ينادي ،،،!
إنَّه النصرُ...
إنَّه النصرُ ينادي :
يا حافياً ...! تسيرُ على الرمالِ
يا بطلَ البطاحِ ...! يا مُخترقَ الخيامِ
يابنَ غزّةَ الرامي
قل لي بربِّكَ : مَن أُمُّكَ ؟
لأضع قُبلَةً على جبينها السامي .
إرسال تعليق