بقلم :ابتسام علي المكشر
العبث المميت هو ذلك الشعور الذي يصيب الإنسان في زخمة الأحداث ليتوقف فجأة و يتساءل و هو يعرف حتماً أن لا جواب لسؤاله :"من أنا و ما جدوى وجودي؟"
يلتفت نحوه فيجد أنه عبارة عن بقايا إنسان سلبت منه ذاته للحد الذي لم يعد قادراً على الغوص في أعماق روحه. يجلس القرفصاء من بعيد مراقبا ملامحه المتغيرة و خطواته المتراجعة و أحلامه المسروقة. يسخر من كومة الكلمات التي ابتلعها و اختنق بها عندما أجبر في كل مرة بأن يتخذ الصمت منهجاً و التجاهل مخرجاً.
يعتصر ألما للعمر الذي ارتحل و لم يترك خلفه سوى ندم خانق مميت.
العبث القاتل هو ذلك الجاثوم الذي يطبق على أقوالنا و قراراتنا فنتحول لنسخ متشابهة في العجز و التهميش و الكثير من التيه. عبثاً نحيا و عبثاً نأخذ مكاناً في هذا العالم و عبثاً تدور حولنا عجلة الحياة.
إرسال تعليق