عمان – عمر أبو الهيجاء
أكد الشاعر علي العامري أن "الفلسطيني المقاوم يقوم بإعادة تدوير الجحيم فوق رأس الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، مُهشِّماً خرافةَ الميركافا، ومبتكراً اشكالاً للمقاومة غير مسبوقة في مدوّنة النضال الفلسطيني وحركات التحرّر في العالم"، مضيفاً أنّ "الهزّات الارتدادية للسابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وصلت إلى القارات الخمس".
وقال مؤلف الكتاب الشعري الملحمي "فلسطينياذا" الذي صدر قبيل القيامة الفلسطينية الجديدة في غزّة، إنّ "فلسطين على مرّ التاريخ أثبتت أنها عنقاء الأبد، تصعد في كلّ مرّة من الرماد والركام، على الرغم من ضريبة الدم الكبرى ومواجهة الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال ارتكابها منذ النكبة، مسنوداً بقوى الاستعمار القديم والجديد".
وفي حوار لمجلة "المجلة" نشر في 16 فبراير/ شباط 2024، تابع العامري "ظلَّ الأملُ قرينَ الفلسطينيّ للتحرّر من الاحتلال الإسرائيليّ الصهيونيّ منذ النكبة عام 1948. لكن غزّة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول جعلت الفلسطيني يعيش الأمل مع التفاؤل، وجعلت الشعوب العربية تستردّ قامتها العالية، بعد تغييب طويل الأمد".
وعن حضور الذاكرة في الكتاب الشعري الصادر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان، قال "ربما، للمرة الأولى، تحتشد أسماء قرى ومدن ومواقع ومعالم فلسطينية مع أسماء أشجار ونباتات وزهور برية فلسطينية في كتاب شعري واحد".
وعن أقنعة الغرب وانحيازه الأعمى للاحتلال، أضاف علي العامري في الحوار، "لقد سقطت قيم الغرب الرسميّ في امتحان غزّة، مع سقوط أوّل صاروخ على أهلنا"، مؤكداً أن "القيم الإنسانية العليا تبقى حيّة في الضمير الحيّ، على الرغم من تحوّلات الأزمنة والأمكنة والوجوه. رأينا شعوب الأرض تهتف بصوت واحد ‘تحيا فلسطين’، جائبةً مدن العالم في مسيرات مليونية، تناصر غزة، وتطالب بوقف مجازر الإبادة الجماعية، وتندد بالاحتلال وداعميه".
ورداً على سؤال عن قدرة الكتابة على مواجهة الموت والصمود أمام صوت الحرب، قال الشاعر الأردني الفلسطيني، إنّ "الكتابة هي عشبة الأبد، وما رحلة جلجامش في الأسطورة السومرية، إلى أعماق البحار، سوى استعارة عن رحلة جوانيّة في أعماق الإنسان، حيث يتبادل الخلود والفناء رسائلهما بوصفهما قرينَيْن أو توأميْن".
وتابع عن التأليف والنشر "أواصل الاشتغال بالكتابة، لكنني أتلافى غواية النشر الكمّي، وشعاري هو ‘لا تستعجلْ، لكنْ لا تتأخرْ’. لذلك، ليس بالكمّ يحيا الشعر، فالزمن غربال يطرح الزؤان جانباً، ولا يُبقي سوى القمح في بيدر التجارب الشعرية"، مشيراً إلى شعراء في العالم نشروا ديواناً أو اثنين خلال حياتهم لكن تأثيرهم ظل عميقاً وقابلاً للحياة.
وأكد صاحب "خيط مسحور" أن "نهضة الأمم تبدأ من الكتاب، والثقافة بمفهومها العميق هي جواز السفر إلى الوجود، والخروج من الهامش إلى منطقة الفعل والتفاعل تحت الشمس"، داعياً وزارات الثقافة العربية إلى إطلاق مشروع ثقافي مشترك ومتكامل وحقيقي، يؤسس لوعي جمالي ونقدي، ويقوم على تعزيز الهوية والحرية والتعددية والتفاعل مع ثقافات العالم.
إرسال تعليق