المفرق – عمر أبو الهيجاء
بحضور مدير بيت الشعر المفرق الأديب فيصل السرحان وحشد من المثقفين والأدباء و أصدقاء بيت الشعر أقيمت مساء أمس، أمسية شعرية للشاعرين: الدكتور إبراهيم الكوفحي وجاسر البزور، أدار مفرداتها الشاعر الدكتور ماجد العبلي الذي استهلها بالوقوف وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين والأمة العربية، ومن ثم قام مدير الأمسية بتوجيه بطاقة شكر وعرفان باسم بيت الشعر المفرق لعضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي راعي مبادرة إنشاء بيوت الشعر العربي في العديد من المدن العربية ومنها بيت الشعر المفرق.
وهذا قد حمل الشاعران الحضور على اجنحة القصائد وتجليات الروح إلى فضاءات الدهشة والجمال، فذهبوا بالمتلقي إلى أقاصي آفاق الوجدان الإنساني المغرق في الذاكرة البعيدة، وعرّجوا إلى ذرى الأوطان برمزية وإيحاء جميل.
واستهل القراءة الأولى الشاعر الدكتور إبراهيم الكوفحي الذي جادت قريحته بقصائد استحضر من موطنه الأردن وسهول حوران وعمان وجبالها الشامخات بشموخ أهلها، شاعر يهوي ثرى الأردن أجمعه فلا فرق عنده عمان وحوران.
من قصيدته "هو موطني الحاني" يقول:
"قالوا: سكنت جبال عمان
أهجرت حقا سهل حوران
فأجبت: حوران بوجداني
وجبال عمان بأجفاني
أهوى ثرى الأردن أجمعه
عمان أو حوران سيّان
لا فرق بين جباله وطني
وسهوله، فثراه عنواني
لا فرق بين شماله أبدا
وجنوبه هو موطني الحاني".
ومن قصيدة له حملت عنوان "العودة" يقول فيها:
"ظامئ، والدروب ماجت أكفا
راقصات بألف كأس دهاق
وابتسام العيون في الليل يدعوني
إلى ضوء مائها الرقراق
وجنات التفاح دوما تغني
أين من يحتسي لذيذ العناق
وسهول الثلوج تبسم للنار
حبيبا في لوعة واشتياق
تترامى في حضنه كسليم
بات في نشوة من الترياق".
القراءة الثانية كانت الشاعر جاسر البزور حيث قرأ غير قصيدة طوّف من قصائده على الوجع الإنساني وما يجري في غزة هاشم وألت إليه أحوال الشعب العربي الفلسطيني، ومواضيع أخرى في الشأن الذاتي والحياتي.
من قصيدته "موعدٌ في الغيبِ" نقتطف منها حيث يقول:
"في المطارات يُعلن الوقتُ ضيقَهْ
بين سَهوٍ وحيرَةٍ ووثيقَةْ
يَسقُطُ الدَّمعُ في الممراتِ خَوفًا
من عُيونِ المُسافِراتِ الرَّقيقةْ
وعلى المقعدِ الأخيرِ مَجازًا
يَلبسُ الظِّلُّ ضوءَهُ وبَريقَهْ
شَكَّلَ الحُزنُ مِنهُما أقحُوانًا
وأَتَمَّ انبِجاسُهُ تَنميقَهْ
مَن رَأى المَشهَدَ الأَخيرَ سَينْسى
نَفْسَهُ في تَداخُلاتِ الحَديقَةْ
يَبدأُ العدُّ للصعودِ فَيُصغىٰ
للرَّجاءِ استعدادكم في دَقيقةْ
وَتَطيرُ القلوبُ شيئًا فَشيئًا".
ومن قصيدته التي جاءت بعنوان "غواية الغصن" نختر منها:
"أَشعَلَ اللَّيلُ نَجمتين وبَدرا
وهُدوءًا يَصبُّ في الكَأسِ شِعرا
والنَّسيمُ العَليلُ حرَّكَ غُصنًا
فَأمالَتْ بِهِ الغوايةُ خَصرا
كلَّما اهتَزَّ هزَّ مَعنًى جَديدًا
ليُثيرَ المجازُ للعَجزِ صَدرا
أكملي النَّصَّ يا "أُمَيَّةُ" سِرًّا
وَدَعيني أُقَشِّر المَتنَ جَهرا
لا يرى النَّقدُ غايةَ الشِّعرِ دَومًا
فالكناياتُ تَمنَحُ الذَّنبَ عُذرا
نَجمَةُ اللَّيلِ فِكرَةُ السُّهدِ لكن
قد يراها اللُّجوءُ في الحَربِ بُشرى
وَيَرى المُغرَمونَ في البَدرِ أُنسًا
وَيَراهُ الشُّعورُ بالخَوفِ فَجرا".
هذا وقام فريق فضائية الشارقة بتغطية مجريات الأمسية وإجراء الحوارات مع ضيوف الأمسية.
إرسال تعليق