عمان – عمر أبو الهيجاء
حفل العدد (89)، لشهر مارس/ أذار (2024م)، من مجلة "الشارقة الثقافية"، الصادر حديثاً، بمجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والسينما والتشكيل، حيث تناولت كلمة العدد أهمية البيئة الثقافية وكيف تكون منتجة ومبدعة، مشيرة إلى أنّ هناك جهوداً كبيرة وواضحة وملموسة، في الاهتمام بالبيئات الثقافية في أكثر من بلد ومدينة عربية، من بينها إمارة الشارقة، التي حملت على عاتقها منذ انطلاق مشروعها الثقافي، أن تحيط هذه البيئة بالرعاية الكاملة، وتثقيفها وتوعيتها بكل السبل، وأن تقف على حاجاتها من خدمات ومؤسسات ومراكز، وتوفر البنية التحتية اللازمة وكل ما يعزز النهضة والتطور، بهدف أن يزدهر هذا المشروع، ويحظى بالرعاية والدعم والمشاركة، لأنه لا يمكن لأي مشروع ثقافي أن يحقق نجاحاً من دون أن يعانق البيئة التي ينطلق منها، ويرسم أحلامها وواقعها.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فناقش في مقالته (ثقافة الصورة والدراما العربية)، قائلاً: تبدو الدراما ذات الفاعلية الأكبر، وقوة التأثير الأكثر انتشاراً في شتى جوانب المجتمع ومحيطه، وبالتالي لا بد أن تمثل المجتمع، الذي نعيش فيه بثقافته وقيمه وأهدافه وأحلامه وطموحاته، وهذه الدراما، سواء أكانت مسرحية أو سينمائية أو تلفزيونية، إنما هي فن قولي بصري يعكس الواقع المعيش في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، وهي بمثابة القوة الناعمة، التي تلجأ إليها أحياناً الحكومات والمؤسسات الثقافية والفنية فيها، لترسيخ قيم وأخلاقيات هذا المجتمع ومنظومته الإنسانية، من خلال ما تقدمه من مظاهر فكرية وثقافية.
وفي تفاصيل العدد، توقف يقظان مصطفى عند عالم الرياضيات والهندسة والفلك والموسيقا (الأسفوني)، الذي يعتبر مهندس ومخترع النواعير المائية، وكتب د. محمد صابر عرب عن مصر الجديدة (مدينة في قلب الصحراء وحاضرة في الأدب والفن والتاريخ)، فيما قدم حسن بن محمد إطلالة على مدينة بنغازي، التي حافظت على معالمها التاريخية الحضارية وشهدت ازدهار الثقافة الإسلامية.
أما في باب (أدب وأدباء)؛ كتب أحمد فرحات عن حنا مينة، الذي تنبأ بعودة الجدلية بين الواقع والخيال، واستعرض د. محمد خليل مسيرة الأديب والشاعر مفدي زكريا وإلياذته (ملحمة الجزائر)، التي استحضر فيها الرموز التاريخية والأدبية، وتابع عبدالعليم حريص فعاليات ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي احتفى بأدباء تونس، وتناول محمد الشحات سيرة الأديبة سيزا قاسم، التي مثّلت محطة مهمة في تاريخ النقد العربي، فيما توقف مالك صقور عند أهم أدباء أوروبا (غوته)، الذي اهتم بالثقافة العربية الإسلامية وشغف بشخصية النبي العربي، ورصدت د. بديعة الهاشمي مسارات الرواية الإماراتية واتجاهاتها تاريخياً واجتماعياً، وكتب أحمد سكاف عن الشاعر بدوي الجبل، الذي استلهم التراث الروحي والوطني في شعره، وحاور بهجت صميدة الأديبة انتصار عبدالمنعم، التي أكدت أن الكتابة فعل مرتبط بالوعي، وألقى د. عبدالرزاق الدرباس الضوء على ديوان (ثورة قلب) للشاعرة هبة الفقي (حضور فاعل ومتألق)، وكتبت جيهان إلياس عن الشاعر والناقد صلاح أحمد إبراهيم (دبلوماسي يجيد الرسم بالكلمات)، وتوقف د. مصطفى قنبر عند مسيرة الدكتور محمد العبد، الذي يعد من أعلام الدرس اللغوي، حيث جمع بين اللغة والنقد، بينما استكشف أحمد حسين حميدان تناص التمييز بين البر والماء في أعمال حيدر حيدر، وكتب وليد رمضان عن محمد زفزاف شاعر الرواية المغربية، الذي سبر أغوار الإنسان واستشرف حيرته، وحاور أشرف توفيق الدكتور جمال ياقوت، الذي اعتبر أن أكاديمية الشارقة للفنون منارة علمية بارزة، وكتب د. إيهاب النجدي عن الليالي الملهمة (شهرزاد) تحكي والجميع ينصت، وقدم مجدي يونس مداخلة حول تجليات السرد القصصي في الشعر العربي، والتقى هشام أزكيض الإعلامية والروائية سلوى جراح، التي رأت أن الكتابة نزيف روح ملأى بالحكايات، وتابع خليل الجيزاوي فعاليات الدورة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب تحت شعار (نصنع المعرفة.. نصون الكلمة)، وكتب محمد العساوي عن محمد المنوني عالم المخطوطات والبحث التاريخي، وقدم د. هيثم الخواجة قراءة في المجموعة القصصية (غرف بلا شراع) للقاصة غزل مصطفى، التي تسبر أغوار أبطالها إنسانياً، وتوقفت نجوى المغربي عند الكاتبة الصحافية هديل غانم وكتابها (هوليوود.. صناعة الأثر).
نقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: هدى بنجلون.. رؤى خيالية حالمة– بقلم: أديب مخزوم، وليد الشيخ يميل إلى الواقعية التسجيلية– بقلم: سالي علي، (الصيد) من الأفلام ذات المهمات الواعية– بقلم: محمود الغيطاني، الفيلم الياباني (أيام مثالية).. الإنسانية في قصيدة سينمائية، بقلم: أسامة عسل.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: روايات وروائيون من الشرق والغرب– بقلم: ناديا عمر، وضحى حمدان الغريبي والتنوع الثقافي في مشهد الفن الإماراتي المعاصر– بقلم: د. عزيز بعزي، أحمد فضل شبلول والوعي المفاهيمي في (كتاب الروائح)– بقلم: سعاد سعيد نوح، الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق للكاتب محمد عناني– بقلم: نجلاء مأمون، ساندرا عفش وكتابها (القيم الجمالية في الأدب الأندلسي)– بقلم: إيمان محمد أحمد، فيليب بول واتخاذ القرارات الأفضل في المستقبل– بقلم: د. هويدا صالح، محمد قجة.. يرصد التحولات التاريخية والثقافية والاجتماعية في حلب– بقلم عبدالعليم حريص، (تجليات اللون في النص الدرامي) للكاتب منصور نعمان: بقلم انتصار عباس.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: المتحف الإسلامي في القاهرة– بقلم: شيمازا فواز الزعل، الرواية.. والتاريخ– بقلم: اعتدال عثمان، بحث عن الضياع– بقلم أنيسة عبود، الرواية.. وتمثلات الواقع – بقلم: د. حاتم الفطناسي، معاصرة قديمة وحميدة (كليلة ودمنة) أنموذجاً– بقلم: عبدالنبي اصطيف، فلك الطرزي.. نجمة سطعت في الأدب والصحافة– بقلم: نبيل سليمان، (شاعر الجزائر) يعيد حضور اللغة العربية– بقلم: محمد حسين طلبي، شجون زهير بن أبي سلمى– بقلم: مازن العليوي، نجيب محفوظ.. منح الحياة لشخصيات رواياته– بقلم: مصطفى عبدالله، الأدب.. وشمولية نهجه التأملي– بقلم: منال محمد يوسف، بين النظرية والتطبيق (جهود الأدباء العرب في النقد)– بقلم: غنوة عباس، الأسلوبية.. واتجاهاتها الحديثة– بقلم: د. عثمان المودن، المجلة الثقافية والخطاب البناء– بقلم: يحيى السيد النجار، طه حسين.. بصيرة حاضرة لن تنتهي– بقلم: عاطف محمد عبدالمجيد، الناشئة والقراءة– بقلم: غسان كامل ونوس، (الأوبرا الأخيرة) بين القصيدة واللحن – بقلم: د. عبدالواحد لؤلؤة، الكتاب الورقي.. والوسيط الإلكتروني– بقلم: عبدالله بن ناجي، مناهج النقد بين المزاولة والابتكار– بقلم: ميثم الخزرجي، الثقافة وعالم القيم– بقلم: مفيد أحمد ديوب، عن الخيل.. والقوة والطريق– بقلم: عادل خزام، إشكالات ورهانات اللغة والثقافة والمعرفة في الوطن العربي– بقلم: مها بنسعيد، أوراق بصرية– بقلم: محمد بدر حمدان، التكريم.. إنصاف مستحق– بقلم: رعد أمان، سحر الدراما الخفي وتعميق حضورها في الحياة – بقلم: زياد الريس.
ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: د. نصرالدين شردال (في حديقة المقهى) قصة، (الإنسانية والتضامن.. في حديقة المقهى) / نقد بقلم د. رمضان بسطاويسي محمد، لوركا سبيتي (أحلام متكسرة) قصة قصيرة، أفراح الهندال (مسارب في الشارع القديم) قصة قصيرة، فدوى كيلاني (جميع كتب العالم) قصيدة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل (برّ وإحسان)، وأشعار لها حكاية بقلم: وائل الجشي، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة.
إرسال تعليق