الكاتبة تبارك العقرباوي
بلاغةُ الصَّمتِ أحيانًا تَفوقُ التَّعبيرَ بالحُروف، نَلتزمُ الوجومَ؛ لنُريحَ أنفُسنا مِن سُمِّهم اللعين، ليسَ ضَعفًا منّا أو خَوفًا مِن مُناقشتهِم ولكِن أجهَدتنا الحَيّاة مِن تَبريرِ مَواقِفنا ولتَفهمو كَما شِئتُم؛ فأنا لَم أعُد مَشغولةَ البالِ بكُم، خُلقتُ كَي أصنعَ لنَفسي قُدوةً لمُهجتِها ولعَبد القَهّارِ الجَّبار، لَم أكتَرث بكُم إن عَبستم أم سَعدتُم؛ لأنني لم أجِد أحدكُم بجِواري حينَ عمَّ على جَسديَّ الضَّعفُ السَّجين، لستُ مُبغضةً ولكِن تَجرعتُ مَرارةَ الوَحدةِ إلى أن جَعلتني بهذا القدرِ من اللامُبالاة، ليسَ لديَّ ذلكَ الغُرور والكِبرياء، ولكِن أصبحَت نَفسي هيَّ صاحبةُ خُلدها فَحسب، ليسَ استِعلاءً وإنَّما تَقديرًا لذاتِها، تلكَ أنا ولستُ ذاتَ المَوهومةِ بالآخرين، نَهضتُ من فِراشِ الغُموضِ معَ اكتِشافِ كَياني الوَحيدِ بِلا أحد، لذلكَ أُنجزُ الحُروفَ بالصَّمتِ والطُّغيانِ مُتخليةً عن الجَميع دونَ استِثناء؛ فذاتي الأهمُ لنَفسِها .
إرسال تعليق