عمان 4 آذار- يعرض قسم السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 5 آذار، الفيلم الفرنسي " دوام كامل" للمخرج ايرك غرفيل، وذلك في تمام الساعة السادسة والنصف مساء في مقر المؤسسة بجبل عمان.
وبحسب عضوة لجنة السينما في شومان الناقدة السينمائية رانية حداد، فان الفيلم الذي تم انتاجه في عام 2021، يحكي قصة حياة امرأة عاملة وأم عزباء في منتصف العمر، كرست نفسها لرعاية طفليها بعد أن انفصلت عن زوجها الدائم الغياب، والمتنصل من مسؤولياته.
ويصور الفيلم التحديات التي تواجه جولي بطلة الفيلم، التي تخوض رحلة كفاح يومية، تبدأ منذ الفجر وهي تعد أطفالها للذهاب إلى المدرسة قبل أن تصطحبهما إلى مربية مسنة، وتركض جولي مسرعة -وهي المقيمة في إحدى المناطق الريفية البعيدة- للحاق بقطارها لتتمكن من الوصول في الوقت المحدد للعمل في إحدى الفنادق الباريسية الفاخرة، التي تعمل فيه كمسؤولة عن ترتيب وتنظيف الغرف، تنهي عملها في المساء لتبدأ من جديد رحلة العودة الى بلدتها، عبر عدد من وسائل المواصلات، فما أن تصل، تأخذ أطفالها من المربية، وتبدأ أعمال المنزل التي تنهيها في وقت متأخر من الليل، لتستلقي بعدها منهكة في حوض الاستحمام، لعل دفء الماء يساعد جسدها وذهنها للاسترخاء من الأعباء اليومية.
جولي حاصلة على شهادة جامعية عليا في مجال التسويق، لكن البلدة التي تعيش فيها لا توفر هذا النوع من الوظائف، وهنا تصبح باريس هي الحلم، لكنها مدينة لا ترحم، فالأمر ليس بهذه السهولة، فجولي لا تترك اي فرصة ممكنة او متاحة إلا وتقدم لها، كي تحسن من وضعها الاقتصادي، حصلت أخيراً على مقابلة لوظيفة طالما علقت آمالها عليها، لكن في ذات الوقت يندلع إضراب عام على مستوى البلد، عندها يصبح الأمر أمام جولي أكثر تعقيدا، حيث يهدد هذا الإضراب بشل وسائل النقل العام تماما، وهكذا تفتح دوامة جهنمية من القطارات الملغاة، وركوب السيارات المشتركة، والركض، والكوارث المفاجئة وحلول مرتجلة – دوامة تتفاقم مع مرور كل يوم، فهل ستتمكن جولي من الذهاب إلى المقابلة؟ وهل ستتمكن من تغيير واقعها؟
وبينت حداد، أن "دوام كامل"، فيلم واقعي اجتماعي مؤثر، يصور السباق الذي لا ينتهي في حياة جولي كأم عازبة، تكافح بين حياتها الخاصة وحياتها المهنية، حيث أنها تمثل الطبقة العاملة في فرنسا، التي تئن تحت وطأة النظام الرأسمالي الطاحن، ويعكسها واقع الاضرابات المتتالية في مختلف القطاعات للمطالبة بتحسين الاوضاع الاقتصادية.
وأضافت، من يشاهد الفيلم لا يمكنه إلا التوقف عند ثلاثة عناصر سينمائية وظفت على نحو مميز وذكي وهي؛ الأداء التمثيلي لشخصية جولي وتعبيرات الوجه التي نقلت أحاسيس الشخصية بدقة وكما ينبغي، والتأليف الموسيقي المتناسق مع الإيقاع المونتاجي اللاهث الذي يعزز الحالة الدرامية ويبني حالة الإثارة ويعكس على نحو مؤثر سباق جولي اليومي مع الزمن.
"دوام كامل" نموذج للفيلم السهل الممتنع، كان لإخراج ايريك غَرفيل المتمكن دور كبير في تميز الفيلم، وحصده للعديد من الجوائز على مختلف المستويات، في مهرجانات سينمائية عدة منها؛ مهرجان البندقية الدولي ومهرجان سيزار للأفلام الفرنسية، فقد حصد الفيلم فيهما جوائز أفضل إخراج، وأفضل تمثيل، وأفضل نص أصلي، وأفضل تأليف موسيقي، وأفضل مونتاج.
إرسال تعليق