سيئة الحظ

 


بقلم برديس أحمد

وبقيت ندوب القلب بين ضلوعها سنوات. لم تكن تعلم أنها ستذرف كل هذه الدموع التي كانت تتساقط على خديها، متوسلةً الأسى أن يلطف بقلبها. كانت تهرب من أحزانها لتكتسب القوة في عالم الخيال والكتابة. كانت تكتب بعض السطور التي تجعلها حزينة لساعات فقط. وكانت تقول لو كنت رسامة لرسمت كلماتي وخطوطي وأعرضها في معرض عالمي. أعلم أنهم ستفوز، مثل لوحات المؤرخين. نعم، إنها سيئة الحظ ولم يحالفها الحظ قط. أحيانًا تقول إنني مصيبة لم تتكرر مرة أخرى. تارة تقول "قلقي سيزول"، وتارة تبتسم، وتارة ترتجف من خوفها الذي يحمل أنين الماضي الأليم، وتارة تصمت وتتحدث بكلماتها المرصعة بسطور من ذهب، وليس من ورق، وأحياناً تكتب كلمات متناثرة كالضجيج الذي يهز رأسه من الألم. ورغم كل هذا، فإن المرأة التعيسة لا تتعب أبدًا، وكأنها تعلم أن القدر سيجلب لها كل ما تريده من الله. عندما يراها الجميع، يطمعون في حبها. افهم أنها إذا مشيت جذبت الانتباه دون قصد، وإذا تمسكت تعمد العاشق خذلانها، وإذا انفصلت أوضحت درسها لكل من يمر بجانبها حتي لا يقع أسير الأحزان. فهي كالشمعة المضيئة، وأحياناً تقول لا فائدة مني عندما أنطفئ. لكنها كانت سيئة الحظ للغاية، فلم يكن هناك حبيبة أو صديقة أو أخت أو زوجة مثلها. فصبرت وصبرت واحتجت الأجر. فاندهش وبكى عليها حزنها قائلا: يا أنثى لو كنت أعرفها من قبل لسألت الله أن يحولني لها سعادة تغمرها مدي الدهر.

Post a Comment

أحدث أقدم