محاكاة الصورة
"نيران قريبة"
مع ابتسام المكشر
محاضرة في جامعة عبد العزيز
عندما تزورنا الخيبة دون سابق إنذار نعجز عن البكاء لحظة الصدمة ربما لأن الدمع يحتاج لترتيبات و سيل من الآلام لا مجرد صدمة مباغتة صاعقة أو ربما لأننا نأبى تصديق ما ابتلينا به من نيران قريبة ظنناها مرسانا و مأوانا..
في تلك اللحظة بالذات نبتسم ملء الطعنة و أحيانا نضحك عالياً حتى نلامس عنان الثقة المهاجرة بعيداً. ثم ينهمر غيث الدمع فنبكي حتى نخال الموت قد حل بيننا ليرحمنا من سياط هذا الوجع الذي لم و لن نطيقه صبراً..
نرتمي في فراشنا الذي يتسع لصرخات روحنا المغدورة و آهات القلب المصاب و نستسلم لنوم أعمق من الجرح الغائر بكل شراهة ظناً منا أن في النوم تتوه كل خيالات الصدمة و تختفي ملامح الغدر التي فاجأتنا للتو..
يأتي يوم جديد فنصحو بجسم جديد العهد بالوجع، نظن أن ما عشناه مجرد كابوس و ننساق لوهلة وراء التناسي الذي راقنا طعمه بعد علقم البكاء.
طرق خفيف يُسمع صداه بين الضلوع الآيلة للسقوط و صوت ارتطام يضعنا وجها لوجه مع الضيف القاتل الذي زارنا مؤخراً حاملاً باقات خيبة تعبق دما و سما..
إرسال تعليق