بركان الحب



 الكاتبة برديس أحمد

وفي تمام الساعة العاشرة مساءً، كانت تجهز نفسها لاستقبال حبيبها الذي غاب عنها منذ سنوات. ثم أحضرت له باقة من الورد وحقيبة تحتوي على الهدايا التي جمعتها له طوال فترة غيابه عنها. وكانت سعيدة للغاية لأنه سيحقق لها الحلم الذي كانت تنتظره طوال هذه السنوات. ثم ذهبت إلى المطار لاستقباله، إذ لم يكن يعلم أنها ستأتي، فكانت المفاجأة له، ولكن عندما كانت تنتظر قدومه من باب المطار، خرجت وركضت نحوه، وعندما وصلت لتأخذه بين ذراعيها، وجدت امرأة ممسكة بيده، وبدا وجهها سعيدًا. كما أنه لم يكن يعرف حبيبته، لكنه كان ينظر إليها وهي تبتلع دموعها ، حتي لا تنزل  على خديها.

ثم ذهبت هذه الحبيبة تبكي وسقطت دموعها على باقة الورد. فعادت إلى المنزل وجمعت كيس الورد الموجود في غرفتها وكتبت رسالة تقول فيها: أردت أن أعانقك وأمسك بيدك وأرى السعادة معك، لكن امرأة أخرى حصلت عليها، فهنيئاً لك بحياتك. ثم أرسلت له كيس هدايا وباقة ورد ورسالة. لقد استقبلهم، لكنه لم يعرف من من. وكانت زوجته خارج المنزل ففتح الحقيبة فرأى باقة الورد. وتذكر الفتاة التي كانت تحمل هذا فعرف أنها عشيقته. ثم اتصل بها فلم ترد. ثم أرسل لها رسائل فلم ترد، حتى أغلقت هاتفها وقبلت عرض السفر للعمل في أكبر الشركات. بينما الحبيب يتألم كل يوم ويبكي في صمت، حتى بقي وحيدا وماتت زوجته التي تزوجها منذ عدة أشهر، إذ كانت على وشك الموت مريضة بمرض خبيث. ثم أرسلت له الشركة التي أصبحت قائدتها رسالة، فسافر، ووصل إلى الفندق، وبدأ بترتيب أغراضه. ذهب هذا الصباح إلى الشركة لكنها لم تكن تعلم أنه هو فدخل عليها وهي مشغولة ببعض الأوراق فقالت له دون أن تنظر إليه: تفضل بالجلوس سأكون معك في الحال. ثم نظر إليها واقترب منها وهو يبكي: «أنا أنتظرك منذ سنوات». تركت كل شيء وغضبت كالبركان قائلة: أنت الذي أحرقتني من أجل امرأة أخرى. لا أريد أن أسمعك. غادر غادر." ثم اقترب منها واحتضنها فهدأت وتذكرت ذلك اليوم وبكت كالطفل وهي تحكي له ما حدث.

ثم حكى لها ما حدث، فبكت أكثر فاقترب منها وهو يمسح دموعها بيده ويعتذر، حتى دخلت نفس الفتاة التي كان متزوجا منها. فلما رآها قال: ماذا حدث؟ أنتي ميته. عندما أتيت إلى هنا بسببك، ضاعت حياتي وحبي." فضحكت وقالت: كنت أريد الزواج من ابن هذه الشركة، وأنا لست عذراء. هكذا قالت.

وبعدين قلتلك اني مريضة بس كنت في صحة ممتازة وهكذا تزوجتك وسافرت وقلت لحبيبي انك تركتني وعملت فيلم جديد حتى احصل على حبيبي وأمواله. ثم سمع حبيبها كل شيء ورفض أيضًا، وهنا أعطاني حبيبي كل ممتلكاته من أجل قضاء ليلة سعيدة معي كزوجين. ثم دخل المدير وقال: "أنت شيطان، نعم، ولكنك لست ذكيا. كل ما يملكه ابني هو ملك لهذه الفتاة التي أخذت منها حبيبها. نحن موظفوها”. جاءت الشرطة وألقت القبض عليها وهي بحالة جنون بعد أن علمت أن كل شيء قد ضاع. عندها رحب المدير بحبيبها كمسؤول في الشركة وزوجها، لكنها قالت: لقد ضربت الشيطان بكلامك يا سيدي. فابتسم وقال: «لقد حدث بالفعل أننا كلنا موظفين، فربحت مناقصتك وفزت بشركتنا ورفعتي اسم هذه الشركة. فقالت أنت مثل والدي وسأبقى موظفا”. ثم جاءه اتصال يقول: إن هذه الرائدة هي ابنتك. ثم بكى وأسمعها أنها ابنته التي غابت عنه منذ سنوات، وأنها حظيت بكل السعادة بالاتحاد بين والدها وحبيبها.

Post a Comment

أحدث أقدم