مع الكاتبة والسيناريست رضوى رضا
كتبت إلى كاتبي المفضل بعد أن قرأت قصته الأخيرة لقد انتابني عتب على ما فعله بالبطلة شعرت لوهلة أنه يحادثني ويرمي باللوم على شخصي أنا يضا؛ لقد وجدت الكثير من التشابه بيني وبينها ولم أكن متأكدة هل هذا التماثل حقيقي أم مجرد شعور؟
كتبت إليه ألومه على أن الطيبة ليست عيب يحاكم عليه المرء بل من يستغل هذه الطيبة هو من يجب أن يُحاكم ويدفع الثمن باهظا.
كانت كلماتي حادة لاذعة رغم بساطتها لكنها خرجت من قلبا محبا وعقلا حاكما فخورا بذاته راضيا تمام الرضا عن طيبته وأخلاقه؛ لذا كتبت أخبره أنني فتاة طيبة؛ فهل لأني طيبة أٌستباح ويكون ما لي مباح، طلبت منه التعديل إن أمكن أو إجراء استفتاء بين القراء يسألهم عن حقيقة الطيبة، كتبت وأنا متأكدة أنه لن يقرأ رسالتي وإن قرأها لن يرد عليها، لكنه خيب ظنّي وأرسل لي الرد " قارئتي العزيزة ذات القلب الطيب والعقل الحاكم الفخور أحببت رسالتك وأعجبني اعتراضك وكان من دواعي سروري تفاعلك مع أبطال قصتي الأخيرة فهذا يدل أنك تعايشتِ وتعاطفت معهم، ولذلك أود أخبارك أن الطيبة شيئ جميل وأنها عنوان الأمل في حياة فُقد فيها الكثير منه وما بقي يعدّ عدّا لكنه موجود بسبب الطيبون أمثالك ثم دعينا نقف هنا ونسأل ما هي الطيبة أصلا ومن هم طيبون زماننا.
كلمة طيبة في الناس تعني" حَسن المعشر خال من الحقد يحمل الصفات الجميلة النقية" أما الطيب في عالمنا يُعتقد أنه المُتنازل عن حقه إلى ما لا نهاية والمتسامح في الاستغلال والسيطرة من الآخر، والهارب من المواقف خوفا من مواجهة المشاكل، وعطاء لا محدود في دنيا تلاشت فيها الحدود وتخالطت فيها المسميات وتعاظمت فيها المظاهر فوق كل باطن محمود.
وما أسلفته تسمى طيبة خاسرة ولقد طبقتها بطلة قصتي فظُلمت وكُسرت وهُد بنيانها، أما النوع الثاني من الطيبة وانا أسميها الطيبة الفائزة والتي أعتقد أنك من أنصارها هي حب الذات والتعاطف مع الآخر وتعزيز التفاهم والاحترام وقبول حرية الرأي والتعبير، ومواجهة المشاكل بالكثير من الحكمة، إحساس الطيبة أن يكون ما في دواخل نفسك ما يُرى على وجهك، الطيبة هي لا ضرر ولا ضرار أن أقبلك وتقبلني رغم اختلافنا بل نفتخر باختلافنا ونتفهم أنه يكملنا، الطيبة ألا تتنازلين عن حقك ما دام حقك وتؤمنين به، هذه هي الطيبة المطلوبة يا قارئتي العزيزة وإن طبقتها بالشكل الصحيح لن يحدث لك ما حدث لبطلة قصتي الأخيرة"
تدقيق لغوي (أ.محمد فواز)
إرسال تعليق