المفرق - عمر أبو الهيجاء
بأسلوب جديد قدم الشعراء الذين شاركوا في أمسية "بيت الشعر" بالمفرق مساء أمس، ثلاثة شعراء من المفرق هم : إبراهيم الحسبان، حسام شديفات، ومحمد العموش، بحضور مدير البيت الأديب فيصل السرحان وسط حضور لافت من الأدباء والمثقفين والمهتمين، أمسية كان طابع مختلف لتميز الشعراء وموضوعاتهم التي عاينت الشأن الحياتي والذاتي والإنساني وقضايا الأمة.
استهل الأمسية الشاعر ابراهيم الحسبان وهو من الشعراء أصحاب التجربة الطويلة والخبرة الشعرية المتقنة، حيث قدم قصائد مفعمة بالمشاعر والأحاسيس، أضفى جماليات الإلقاء مما اعطى شعره متعة الإصغاء والتفاعل مع الحضور. من قصيدة له بعنوان: "لا تذهبي" حيث يقول فيها:
(متأخراً آتي وقلبي يخفق
والعتم في حضن الفيافي يقلق
إني أضعت الدرب يا بدويتي
فسهيل غاب, ولم يعد يتألق
لما رأى في هذه الصحراء ثغ...
رك باسماً في كل درب يبرق
فالعذر لو أني أضعت الدرب في
ليل خريفي فإني أحمق
لك أزرع الصحراء أحلاماً عذا
باً بين أوراق الخزامى تورق
وجنائناً خضراء من فمها الندى
قطراته بشهية تتـــــــــــــدفق
وأرش موالاً ربيعي الصدى
يجتاز جدران السكون وينطق
بدويتي أنت الشذى ورذاذه
في كل صبح شاعري يعبق
لا تذهبي فالأفق مرهون لطيفك ،
والغواية, والهوى ، والمفرق).
الشاعر حسام شديفات وهو من جيل الشباب المبدعين تفنن برسم اللوحة الشعرية الإبداعية بأسلوبه الخاص به بعيدا عن التكلف، ممزوجا بالرمزية التي تعانق الروح وتسمو بها .. شاعر يصطاد الكلمات من جماليات الروح وفضاء اللغة الماتع، من احدى قصائده الماتعة نطالع هذه الأبيات :
(على أُهبَةِ الحُزنِ والكافيينْ
بِمقهى البُكاءِ الذي تعرفينْ
أنا جالِسٌ من زمانٍ وعندي
من اللّيلِ ما يُتعبُ النّائمينْ
على مقعدٍ فارغٍ منكِ لكن
يُمانعُ أن يُجلسَ العابرين ْ
لأُشعلَ خيطَ القصيدَةِ فَجراً
وأنتظرَ الشِّعرَ حتّى يَحينْ
أقلِّبُ وجهي على راحَتيَّ
ولا شيءَ إلا الأسى والحَنينْ
تعبتُ من الكُتُبِ الموحِشاتِ
ولكنّهُ قدرُ المُتعَبينْ
وبينَ النَّدامى أسامرُ نفسي
فكم أنا وحديَ لو تعلمينْ!
هو العُمرُ يُضحكُنا مرّةً
لنبكي على ما ضحكنا سنينْ
لماذا تجلِّيتِ في داخِلي
ثقوباً كأنَّكِ نايٌ حَزينْ؟
فأنتِ الوحيدَةُ في مُهجَتي
وأنتِ التي.. والبقيّةُ "سِيْنْ"
جَميعُ النِّساءِ شُكوكٌ ونَقصٌ
وأنتِ لوحدِكِ عَينُ اليَقينْ
خُلقنا لنكمِلَ قصّتَنا
وما خُلقَ الموتُ حتّى نَلينْ
لذلكَ لا فرقَ حينَ افترقنا
"أأرحلُ قبلكِ أم تَرحلينْ").
الشاعر المميز .. شاعر القصيدة المختلفة دائما محمد العموش، كانت قصائده طوافا على جنائن الشعر على إيقاعات صاغها من تمتمات روحه وعمقه الأدبي الشعري بطريقة مدهشة ومعبرة عما يجول خاطره وقلبه معاينا حالات الشاعر ومحيطه اليومي الذي يعيشه. ومما قرأ نختار:
"يـُسافرُ بالشعر في الأمنياتْ
فرفقاً بهِ يا قطارَ الشّتاتْ
فما زالَ في شـَـيبهِ عاشـقاً
فلا تـَـكفروا بالهـوى يا غـُـواةْ
وما زالَ ينسـجُ أبيـاتـَـهُ
فسـاتينَ عـُـرسٍ لـِحـُلمِ البنـاتْ
وَما زالَ في وجـهـِـهِ حـَيرةٌ
تـُـخـاتِلُ عـِـفـَّـةَ أتقى الـجـِهـاتْ
وما زالَ في حـَـلقهِ غيمـةٌ
وإنْ جـُـرِحـَتْ بالسـَّـرابِ اللـَّـهاةْ
أنا رجلٌ مُرهَقٌ مُرهِقٌ
ك حتى، وأفكارُهُ كالنّحاتْ
تولّى إلى حزنهِ دامعاً
وألقى على البائسين النّكاتْ
ولمْ يبتسمْ ضاحكاً طائعاً
ولكنْ لكي تستمرّ الحياةْ
يغني الرُّعـاةُ لـِشـَـحذِ القطيعِ
وإنـِّي أغـَنـِّي لـِشـَـحذِ الرُّعـاةْ".
هذا وقامت فضائية الشارقة و فريقها بعمل التغطية المتلفزة للأمسية وإجراء اللقاءات مع ضيوف الأمسية. وبيت الشعر سيستمر في امسياته الشعرية الرمضانية، حيث ستكون امسيتان .
إرسال تعليق