بقلم برديس أحمد
تتناثر حوله الحروف، ويتحرك ذلك الكتاب الذي لم يفارقه
يسقط من خزانته وتهب ريح قوية لتفتح صفحات لم يقرأها بعد. ثم يقترب من نافذته الخشبية ليغلقها ليصد تلك الرياح التي لم تحتمل البكاء في غيوم الليل. ثم يقترب من هذا الكتاب ليأخذه من الأرض، فتتلألأ الحروف التي كتبتها بدمائها، لتستبدل بالحبر قائلة: في أحد أيامي السعيدة سأكتب لكِ هذه الكلمات والليل يطغى على حبنا معًا. . أعلم أنك سترحل يومًا ما وتتركني وحيدة أتألم على جمر الفراق. وأعلم أيضًا أنني سأرتكب بعض الأخطاء دون قصد، فأنا لست ملاكًا، لكن لا تتركني وكن مرآة لأخطائي، ولكن عندما يأتيك آخر فاذهب ولا ترجع. بالنسبة لي لن أقبل القسمة أبداً، وسيبقى حبك في قلبي حتى لو لم تكن لي جسدياً، فروحك بين أضلعي ثابتة مثل وتيني.
وعندما قرأ كل هذه السطور بكى بصوت عالٍ وكان يركض كالمرأة من شدة وجع قلبه. يموت موتاً بارداً كل يوم، وروحه تتعذب. ولم تعد حبيبته بجانبه. صار جسدها ملكًا للتراب، وروحها ملكًا لله، فغلبه حزنه الشديد.
كل يوم يجلد نفسه لأنه لم يفتح كتابها إلا بعد فوات الأوان وأصبحت رسائلها دواءه، كالجرعة التي تهدئه.
إرسال تعليق