بقلم ابتسام المكشر /محاضرة في جامعة عبدالعزيز
سلامي لذلك المرّ الذي ظننته سيضرّ..
لا أنكر أنه قد لعب بسفن راحتي وسط أمواجه العاتية و سرق من نهاري بريقه و ضياءه و عاهد الظلام على التنكيل بابتساماتي، حتى أنه قد سرق مني أنفاسي للحظة و وقف حاجزاً أمام نبضات قلبي المتسارعات..
سقطت مراراً و هويت تكرارا و حاولت عبثاً الوقوف. صرخت في صمت و صمتت حين صرخ الألم الذي أحمله كسيف جارح..
اعتدت طول ساعات الليل و قسوة جدرانه الباردة و رتابة حضوره... لكن مع الوقت تعلمت كيف أشعل الفوانيس المنطفئة و كيف أصنع طائرات ورق تتجاوز تلك الأسوار العاليات...
و من بين الركام الذي أحمله قسراً نبتت زهرة لونت شواطئ عزلتي الرمادية و نثرت بالأرجاء عبقا أعادني إلى سنين الضحكات و اللهو العابث تحت كفي الشموس الساطعات..
من بين تلك الغيوم المتراكمات أطل نجم معاكس ليبثني أملا قد انقطعت حباله و يعيدني إلى حياة كنت قد فقدت أثرها...
سلامي لذلك المرّ الذي غيرني قبل أن يمرّ و سلامي لتلك الظلمة التي أرشدتني إلى طريق نور فرعي مهجور بداخلي لم أسلكه سوى اليوم...
إرسال تعليق