عمان – عمر أبو الهيجاء
نظم "بيت الشعر – المفرق" وبالتعاون "منـتـدى البيت العربي الثقافي" أمسية أحياها مجموعة من الشعراء في المنتدي : نزار عوني اللبدي، مريم الصيفي، و عادل الترتير، وأدارت مفردات الأمسية الأديبة ميرنا حتقوه معرفة بالشعراء ومثمنة راعي الثقافة والإبداع سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ومباركة هذه التشاركية الثقافية ما بين بيت الشعر بالمفرق و منتدى البيت العربي، وحضر إدارتي بيت الشعر والمنتدى وسط حضور من المثقفين والمهتمين ومحبي الشعر.
القراءة الأولى استهلها الشاعر نزار عوني اللبدي فقرأ قصائد من ديوانه المتميز ي (ذات الأبواب) نُشر1990 ، فقرأ قصيدة " تداعيات مواطن لا يعرف النوم" في يسرد في تفاصيل دقيقة في المشهد الحياتي، ممعنا بالذات الشاعرة يسافر من خلالها إلى جدلية الروح ومعنى الحياة، شاعر يفلسف قصائده لتواكب الشأن الإنساني ومحيطه الذي يعيش.
من تداعياته نقرأ:
"على حافة الكونِ، في آخر الليلِ،
أرقبُ ما قد يجيئُ،
انتظاراً أموتُ،
وأعلمُ أنّ المواسمَ – في قبضةِ الغيبِ-
شوكاً تكونُ،
يراودني النومُ، أفتحُ عينيَّ؛
هذا الزمانُ لمن يكتبونَ على الماءِ،
والنومُ يعلمُ أنّي أقاومُ، كي لا يضيعَ انتظاري.
تدفّقتُ في الأرضِ،
في طبقاتِ الرمالِ تسرّبتُ،
ذاك الترابُ القديمِ تحوّلَ رملاً.
تسرّبتُ حتى احتوتني الصخورُ،
ولا بذرةٌ ترقبُ الماءَ،
ماذا سنأكلُ بعد انكشافِ الغبارِ؟
يهاجمني النومُ،
صبراً!
إذن لا أنامُ وبيني وبين اتّحادي بحلمي عيونُ المغولِ،
سُدىً أتوزّعُ خبزاً وحُبّاً،
جياعُ الزمانِ الرديءِ يصومون كي يفطر الآخرونَ.
تثاءبَ، حين اتَكأتُ على قلمي، النومُ:
أيقنَ أني نجوتُ،
وأنّي – انتظاراً – أموتُ لما لن يجيءَ،
وأبقى على حافةِ الليلِ في آخر الكونِ،
أعلمُ أنَّ المواسمَ صينتْ لسربِ الجرادِ المُخبّأِ
في ظُلُماتِ صناديقنا اللامعةْ!
تغطُّ الثواني بنومٍ عميقٍ،
وأخرجُ للشمسِ / علَّ نهاراً جديداً يكونُ/
ولكنها صخرةُ العُمْرِ تربضُ في أسفل السفحِ،
واللافتاتُ تحدِّقُ فيِّ،
توقَّفَ هذا الزمانُ كثيـ يـ يـ يـراً ، تعفَّنَ فيَّ،
وأدركتُ عُقمَ انتظاري لمن سيجيئ".
من جهتها الشاعرة مريم الصيفي شاعرة مخلصة للقضايا الإنسانية والوطنية وقريبة من الحالة اليومية التي يعيشها الإنسان الفلسطيني في فلسطين وغزة هاشم، شاعرة تعاين الوجع وجراحات الوطن، وكما استحضرت في قصيدة لها زوجها المناضل "أبو عمرو" الذي غادر الحياة، قصيدة تبث فيها حرقة القلب ودمعه وحالة الفقد والرحيل.
من قصيدتها الرثائية في الفقيد أبي عمرو رحمه الله تقول فيها:
"ماذا أقولُ ودمعُ العينِ قد نضبا
والنارُ في القلبِ كم أوقدتَها لهبا
حانَ الغيابُ وما أمهلتَ دمعتَنا
فسالَ نهرٌ من الأحزانِ وانسكبا
وضجَّ في القلبِ حزنٌ بانَ أوَّلُهُ
لكنَّ آخرَهُ في القلبِ قد حُجِبا
رفيقَ دربٍ طويلٍ شمسهُ طلعتْ
فأشرقتْ في ثنايا العمرِ مذْ قرُبا
وضاءَ دربٌ طويلٌ فيهِ كم لمعتْ
كواكبٌ مشرقاتُ النورِ ما احتجبا
ضوءٌ ولا ذبلتْ من شمسِهِ خصلٌ
بل أمرعَ الخصبُ في بستانِها عجبَا
وأدفأَ العشَّ أحبابٌ لنا سطعتْ
أقمارُهم حين هلُّوا .والفؤادُ صبا
تدفَّقَ الفرحُ الورديُّ وانبثقتْ
من مهجةِ القلبِ أنغامٌ بها طرِبا
ترعرعوا ونموْا حضنِ تربيةٍ
قد شئتَها كي يكونوا للعلا سببا
ما خابَ ظنُّكَ قد أحسنتَ تربيةً
هاهم لنا الذخرُ حينَ الدربُ قد صعُبا
كم تفرحُ الروحُ حينَ البرُّ يدفعُهمْ
كي يُفرِحونا بما شاءوا وما عذُبا
نمْ هانئًا .نم قريرَ العينِ ساكنَها
واهنأْ بما شِئتَ من جناتِهِ رُطَبا
الحمدُ للهِ أن حقَّقتَ ما رغبتْ
بهِ مدى العمرِ روحٌ أيقنتْ طلبا
هاهم بنوك على الإخلاصِ قد جُبلوا
بهم لنا الفخرُ طولَ العمرِ ما نضُبا".
واختتم القراءات الشعرية الشاعر عادل الترتير قدم قصائد إنسانية في الشأن الذاتي، فكان شاعر قريبا حالة العشق واللغة التي أخذته إلى نوافذ جارته فكتب لواعج وهيامه واحساسه لامرأة تراوده في الخيال.
يقول في قصيدة له:
"أنا كلما أحسستُ بامرأة تمر على الطريق
فرشتُ تحت لحائها لغتي لأكتب
كلما انفتحت نوافذ بيت جارتنا الجميلة كنت أكتب
كلما ابتسمت فتاة وهي تضبط حسنها المعوج في المرآة أكتب
كلما نبتت ضفائرها على خدّي أكتب".
إرسال تعليق