الكاتبة ابتسام علي المكشر/محاضر في جامعة الملك عبدالعزيز
لولا طعم الألم العالق بذاكرتنا لما تمسكنا بشراع الأمل و لما صافحنا كف الحياة الباردة بأخرى دافئة.
تتعدّد الجراح و الندبات و يظل الأمل وحده بلسمها و ترياقها. و لأن الذاكرة رفيق الإنسان و خليل وحدته، ها أنني أرتمي مجدّدا بين ورد الذكريات و شوكها.
أرتني الحياة من وجوهها ألوانا و سقتني من المرار كؤوسا و لأن بداخلي صوت لم تخرسه الخيبات و لم تحنيه العثرات، ما ظلّ الأمل طريقه نحوي يوما. الأمل هو إيمان بأن القادم أفضل، هو وعد للمقل بأن دمع الألم زائل و دمع الفرح آت لا محال و هو يقين بأن خلف السراب سبل مياه تطفئ سعير الظمأ.
الأمل مرساتي إذا ما تاهت سفينتي و بعثرت أمواج الحياة أشرعتها.
لطالما أبحرت عكس التيار إيمانا بأن آخر الإبحار شاطئ وارف الظلال. صاحبني السهاد لعمر و أخذ مني مأخذه و برغم الليل الطويل ما كففت عن انتظار الصباحات الباكرة الباردة بشغف و شوق كبيرين.
فالأمل كان و لا يزال ربيعا حانيا بنسماته الدافئة و غيماته الماطرة فوق خريف عمري القاسي. و لأن في الأمل حياة، ها أنني ماضية بين الدروب أتعثر أحيانا و أسقط أحيانا أخرى. أرتطم بالأبواب الموصدة و تتوه خطواتي في غياهب الخيبة و الهزيمة و لكنني أظل لغدي الواعد وفية و لنور الأمل طفلة أبية..
إرسال تعليق