زواجٌ أطرشُ قلبي و مُفتاحُه (٣)


 

 الكاتبة حنان سراي الدين

  في الصّباحِ غادرَنا شيطانُ الحُبِّ، وحضَرتْ ملائكتُه..

  كانتْ أَنْفاسُكَ الدّافئةُ تَلْفحُ عُنُقي، فتَحْتُ عيوني لِأَجِدَني مُلْتَصقةَ الظَّهرِ بصدْرِكَ، و ذِراعَك اليُمْنى فوقي، شعرْتُ بٍخَدَرٍ في أصابع يدي، كنتَ طُوالَ الّليل تَشبُكُ أصابعَ كَفٍّكَ بأصابعِ كَفّي..

أَرَدْتُ التَّحرُّرَ مِنكَ بطريقةٍ لا تُزْعِجُكَ..

- صباحُ الخير يا حبيبتي..يا قلبي..يا قِطَّتي..

 - صباح النّور .

- أََتُعِدّينَ لَنا قهوةَ الصّباحِ؟ ثُمَّ طَبَعْتَ قُبلةً نَدِيّةً على كَتِفي، وكأَنّكَ تُكافِئُني مُسْبَقاً..

 نهَضْتُ بكسَلِ العَروسِ، أَعْدَدْتُ القهوةَ..

 أَنتَ تَجلِسُ وراءَ المكتبِ، وقَدْ أَشعلتَ سيجارةً  وتَنْهمِكُ في كتابةِ موضوعٍ ما ...

- تفضَّل ..

- تَسلَمُ يدُكِ.


 جَلَسْتُ قُبالَتَكَ، أَتَمَعَّنُ في تفاصيلِ وجهِكَ..

 طِيبةٌ مُفرطةٌ، وهذا الشِّريانُ النّافرُ بجانبِ عينِكَ، كانَ آخرُ ما نظَرْتُهُ قَبلَ أَنْ أُغمضَ عينَيَّ البارحةَ..

 وأَمّا هذه الرَّقبةُ، فقدْ تعَلَّقتُ بها كطِفلةٍ، ولَثَمْتُها بِخَجلٍ وحرارةٍ عظيمَيْنِ ..مَنْ قالَ بأنَّ التَّغزُّلَ والتأمُّلَ بجمالِ مَنْ نَعْشَقُ حِكْرٌ على الرِّجالِ ؟؟


   كانتْ يدُكَ المُجَعَّدةُ تُمسِكُ القلمَ، واليدُ الأُخرى تَرْتَكِزُ بِكُوعِها على سطحِ المكتبِ، وهي تُمسُكُ السّيجارةَ بينَ السَّبّابَةِ والوُسطى، تَرْفَعُها نحْوَ فمِكَ، تَزُمُّ شفتَيْكَ لتُطْبِقَ عليها... أنا أَحْسُدُها...يالَلسُّخْرِيةِ!!! هلْ كانَ حُبُّ الأَمْسِ بهذه الرَّوعةِ لأَحْسُدَ السّيجارة؟!

 لقد كانَتْ قُبَلُكَ بِالأَمْسِ مُنَكَّهةً بطَعْمِها ..


  سألْتُكَ: "أَتَكْتُبُ مَقالاً سِيّاسِيّاً؟"

 - "لا..أنا مُتَفَرٍّغٌ الآنَ للكتابةِ في الغَرامِ"...

 - "هلْ تَكتُبُ في (رَنا) ؟"

 - "وما الّذي ذَكَّرَكِ بها ؟"

 - "أنا لا أُريدُكَ أَنْ تنساها"..

 - "هيَ ماضٍ ..أنتِ الآنَ قلبي وحُبِّي" ..

 - "لا ..اِبقَ وَفِّيَّاً لذِكْراها ..أنا لا أَغارُ منها، أنا أَحْتَرِمُها لأَنّها عَرَفَتْ لِماذا أَحَبَّتْكَ "..

 - "أَنتِ الآنَ قلبي، ومُفتاحُهُ" ..

  يكفيني الآنَ أَنْ أَكونَ مُفتاحَ قلبِكَ ...


  "تُرى متى سَتَشْتاقُ ثانيةً؟؟؟" ..كُنتُ أُحَدِّث نفسي ..


من نسجِ الخيال الواقعي ..

يُتبَعُ ..



Post a Comment

أحدث أقدم