الكاتب هيثم المغيربي /تونس
في عالم الكتابة والرسم، يشكل قلم الرصاص والممحاة ثنائيًا لا يتجزأ. يُعتبر قلم الرصاص أداة الإبداع، بينما تُعد الممحاة أداة التصحيح والتحسين. لكن، ماذا لو اختفت الممحاة فجأة؟ ماذا لو قررت أن تهرب من المقلمة تاركةً وراءها قلم الرصاص وحيدًا؟
**الحياة بدون تصحيحات**
لو هربت الممحاة، سيجد قلم الرصاص نفسه في مواجهة مع الورقة، كل خط يرسمه دائم ولا رجعة فيه. ستصبح كل كلمة أو رسمة تُخط بلا إمكانية للتراجع أو التعديل. هذا الواقع الجديد قد يبدو مخيفًا في البداية، لكنه يحمل في طياته دروسًا قيمة.
**المسؤولية والدقة**
بغياب الممحاة، يصبح على قلم الرصاص أن يتحمل مسؤولية كل ضربة ينفذها. يجب أن يكون أكثر دقة وتأنيًا، معتمدًا على الفكر والتخطيط قبل البدء بأي خطوة. هذا يعلمنا أن نفكر جيدًا قبل أن نتخذ قراراتنا، وأن نتحلى بالصبر والتروي في أعمالنا.
**القبول بالنقص**
من دون الممحاة، سيتعين على قلم الرصاص أن يقبل بأن الكمال غير ممكن، وأن الأخطاء جزء لا يتجزأ من العملية الإبداعية. يمكن أن تصبح الأخطاء مصدر إلهام لأفكار جديدة وأساليب مبتكرة. هذا يعلمنا أن نتقبل أنفسنا وأعمالنا بكل ما فيها من عيوب.
**الشجاعة للمضي قدمًا**
بدون الممحاة، يجب على قلم الرصاص أن يمضي قدمًا، متجاوزًا الأخطاء ومستمرًا في الكتابة والرسم. هذا يعلمنا الشجاعة والإصرار على الاستمرار في مواجهة الصعاب والتحديات.
**الإبداع في التصحيح**
حتى بدون الممحاة، يمكن لقلم الرصاص أن يجد طرقًا إبداعية لتصحيح الأخطاء، مثل تحويل خطأ إلى جزء من الرسمة أو استخدام الخطأ كبداية لفكرة جديدة. هذا يعلمنا أن نبحث عن حلول مبتكرة للمشكلات التي نواجهها.
**الخلاصة**
في النهاية، قد يبدو اختفاء الممحاة ككارثة في البداية، لكنه يمكن أن يكون فرصة للنمو والتطور. يذكرنا هذا السيناريو بأهمية التفكير قبل العمل، قبول النقص، الشجاعة للمضي قدمًا، والإبداع في التصحيح. في عالم قلم الرصاص، حتى بدون الممحاة، يمكن للقصة أن تستمر وأن تزدهر.
إرسال تعليق