الكاتبة نسرين العبادي
غابت أي بصمات تدل على الجاني، لا أدوات حادة ولا أي نزيف ظاهر، هناك حيث اغتيلت طفولتها وسُلبت حقها في الحياة.
فتاة في العاشرة من عمرها، مٌزقت ملابسها، ضاعت ملامح وجهها فقد بدى عليها الذعر، لا خدش ولا آثار ضرب.
جاء المحقق فتش وبحث ونقب فلم يجد أي بينه تأخذه للجاني..
حملتها سيارة الموتى إلى المشرحة حيث الطبيب المسؤول عن التشريح، وقف أمام جثتها مذهولا ف علامات الذعر البادية على ملامحها مريبة…
يا لا طفلتي الصغيرة…… قال
ترى ما الذي رأيته قبل الوفاة، ما الذي أخافك وغيّر ملامحك؟
بدأ بالتشريح ليتبين له بأنها قُتلت بنوعٍ نادر من السُم سرى في جسدها لمدة شهر وعلى جرعات متفاوته إلى أن حانت اللحظة الحاسمة وتم مضاعفة الجرعة فكانت القاضية…..
كتب تقريره وتوجه إلى غرفته حائراً بتلك الملامح البريئة والتي رأت رعباً قبل مفارقة الحياة غيرها وظهرت بتلك الهيئة.
بعد لحظةٍ من دخوله غرفته رأى الفتاة أمامه فارتعب من هول المنظر، وقال: بسم الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ثم اغمض عينيه وفتحهما فلم يجدها.
تم استلام تلك الجثة من قبل والدها ودفنها ولكن خيالها لم يغادر المكان ف مازالت تزور حجرة الطبيب بين الحين والآخر..
تُرى ماذا تريد؟ وهل حل القضية هناك حيث وُجدت جثة هامدة
هناك في مسرح الجريمة حيث لا آثار لا بصمات ولا أي دليلٍ يُذكر
ماتت ومات سرها معها….. يتبع
شكرا لكم منصة سرى على دعم المواهب وتشجيع الطاقات الشبابية
ردحذفإرسال تعليق