بقلم محمد صافية
واحدة من الامور التي يعاني منها المجتمع في الاونة الاخيرة وهي الادمان على مواقع التواصل الاجتماعية والتي تنعكس بشكل سلبي على مناحي الحياة الاخرى بالاضافة الى انعاكاستها السلبية في كثير من الاحيان على الفرد والمجتمع,والتي تندرج تحت عدة مشكلات ومنها ما يتعلق بالفرد على صعيد نفسي وسلوكي واخلاقي وعلى النطاق الضييق وهي الاسرة ومن ثم المجتمع, والذي بدوره ربما يغذي المشاكل التي يعاني منها الافراد.
ان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي اصبح متاحا امام الجميع وبدون قيود,رغم المعرفة بانه سيف ذو حدين الا اننا ربما تغيب عن بالنا هذه الفكرة لمجرد الدخول الى هذه المواقع,ومن المشاكل التي يعاني منها الافراد في الفترة الاخيرة وخصوصا فئة الشباب على الصعيد النفسي,الاحباط والقلق والاكتئاب في بعض الاحيان وذلك بسبب مقارنة نفسه بالاشخاص التي يراها على مواقع التواصل الاجتماعي والصور التي يراها بعد التعديل والفوتشوب والفلاتر ويعتقد بان هذه هي الصورة الطبيعة للشخص الذي يراه خلف الشاشة مما يسبب له ضعف الثقة بالنفس,ومن ناحية الاخرى ان الاعتقاد السائد عند بعض الشباب هو ان قيمة الانسان تكمن عدد المتابعين لديه وهوس الشهرة اصبح عند فئة كبيرة من الشباب,ومن جه اخرى التنمر الذي يواجهه عند نشر صورة او مقطع فيديو والذي يضعه في مكان لا عودة منه.
والتغيرات السلوكية التي اصبحت عند المدمنين اليوم مثل الانعزال وقلة الحركة وعدم ممارسة النشاطات اليومية مثل الاكل الصحي او ممارسة الرياضة اوحتى الشراء من المتاجر بشكل مباشر,هذا كله يجعل الشخص يفتقد لمهارات الاتصال وتعزيز المشاعر الانسانية والوجدانية التي تمنح الانسان بطبعة القدرة على التعاطف والتسامح وغيره من المشاعر الايجابية التي يمكن ان تشعر بها,وعلى صعيد المنزل ربما اصبح البعض لا يبالي بفكرة جلوس العائلة معا, وهذا يعكس ان الكل اصبح لا يبالي ولاحتى يشعر بالفقدان.
تشغلني فكرة ان الناس اصبحو ضياع في الوقت الذي يتوفر لهم كل سبل الراحة والتقدم والتطور التكنولوجي والتعليم وهذا الانفتاح الذي يستخدم فقط لمضيعة الوقت والعمر والصحة والمال,مرعبة فكرة ان الشوراع فارغة وان الناس لا يلتقون ابدا هذا يرعبي حقا,واكثر ما يخيفني من المستقبل.
لابد لنا الان ان نستثمر انفسنا وهذه الخدمات والمواقع خدمة لمصالحنا واهدافنا ك تطوير الذات والاستماع الى الكتب الصوتية وممارسة تعلم اللغات وغيرها من الانشطة والتي بدورها تجعل السلوك افضل,وربما بعد فترة من الوقت بعد الانغماس الكلي بدائرة تجعل الفرد متطور واكثر قيمة وعمق يجعله شخصا افضل نسخة ممكنة من نفسه.
يمكنني اليوم ان اقول ان التغير الكبير لن يكون في يوم وليلة وانما المتابعة على التغير,قادرة على نقل الفرد والمجتمع لمكان افضل بحال ان كل شخص بدأ من عنده,واستطيع ان اقول ان وسائل الاعلام يمكنها توجيه الافراد وتقديم لهم النصح والارشاد للتخلص من العادات السلبية وممارسة العادات الاكثر صحة وايجابية,وباستخدام استراتيجية انتقال المعلومة على مرحلتين سيتم ذلك,والتي تعنى ب تغير الافكار ومن ثم تغيير السلوك.
ان التعاون بين الافراد الذين لديهم شغف نحو التغيير للافضل هو الي يمكن ان يجلعنا نرى العالم بشكل افضل والتعاون من خلال المؤسسات والمنظمات المعنية التي تدعم وتأييد هذه الافكار,تفتح الافق امام الشباب للتوجه نحو القمة.
ان الظهور امام مجموعة جديدة من الجماهير وتحت اسم مؤسسة يجعل الصوت اقوى ومسموع بشكل واضح والذي ينعكس بنتائجه على فكرة مشروع التغير,وهي تغيير الافكار ومن ثم تغير السلوك وتوجيهه نحو مكان افضل يمكن استثمار المهارات والادوات عند كل شخص حتى نحقق اهدافنا.
ومن هنا يمكنني اقول ان يد واحد لا تصفق فنحن بحاجة الى كسب دعم وتأييد هذه الافكار من الافراد والمجتمع والمؤسسات المعنية بالاضافة اللى كسب ثقة الجمهور حتى نستطيع المضي قدما نحو الهدف وهو التغير.
وبجميع الاحوال كل شخص له قيمه في هذا العالم,ولكن استثمار هذه القيمة يجعلها اكبر,اقوى,انجح,والكثير من الايجابية عند تقديم اي قيمة من القيم على صعيد شخصي وسلوكي اوعلى صعيد مهارات وادوات والعلم له قيمة عليا منبثقة من اصحاب الاختصاص والمحترفين لكل منا في مجاله,فلكل شخص له بصمة في هذا العالم,ونحن نستحق ان نضع بصمتنا في هذا العالم والا نكون مجرد عدد لا اكثر ولا اقل.
إرسال تعليق