بقلم الاديبة فيروز حبابة
سأركبُ ظهرَ الريحِ القَصبِ
دعاني قلبي ..سألبٌي
يا نُدرةَ ما ألتقي به
ذاكَ الحرٌُ الغبيٌ الأبيٌ
سأدعني من ترهاتِ فمي
من متاهات لومي
من تعبي
و آتيكَ يا قلبُ رجوةً
و قد شاقني شوقُ حدٌَ الغضبِ
سأسألكَ بالنبضِ
بالشغافِ قاطبةً
أن تكونَ ناركَ برداً على حطبي
ما جئتكَ لأوقدَ عتباً
و لا لأطفأ بقطرانكَ لهبي
جئتُ أشاغبك كما كنتَ
هائماً ، طائشاً ، صبيٌ
جئتُ أسألكَ بعد طولِ غربةٍ
أتذكر أيامَ كانتْ أركاني لُعبي
أتذكرُ شرائطَ شعرٍ زاهيةٍ
جدائلٌ سبحتْ على طول صخبي
أتذكر مساكبَ أمٌي البهيٌة
جنةّ أغوصُ بها حتى رُكبي
أتذكرُ سلالَ العزٌِ طافحة
من كفيٌه ..
أتذكر أبي !؟
كيف كعريشة امتد
و تدلت رؤاه
عناقيد عنبِ
كم طوٌقَ عنقي بضحكات
أغلى ميدالياتي الذهبِ
أتذكرُ داراً سلمُتُ بهِ
بعدهُ
جدٌَ في السلام طلبي
أتذكرُ سريرا في رحابه
أضاعتْ أغطيتها عُلبي
سقفٌ شطٌبَهُ سيفُ طموحي
كلٌَ عشيٌةٍ يخشَى حَربي
أتذكرُ عهدا من زلالٍ و أنقى
كأنما بالرقيٌة جادَهُ نبيٌ
و تسألُ يا قلبُ لِمَ القطيعةَ !؟
أكلما جئتكَ تنكأُ نُدبي
تُهيجُ جرحاً
تسفحُ حسرةً
تعصرُ من سمائي سُحبي
حتى أعود هجركَ متعمدا
و يضنيك انتظار قُربي
يا قلبُ ..
صرتَ من دواعي شروري
فكلما زُرتكَ عادني سَببي .
إرسال تعليق