بقلم: نسرين العبادي
يوم جديد في تلك المشرحة والدكتور محمد جالس في مكتبه يتصفح كتاباً بعنوان الأرواح تتكلم…
رفع رأسه وإذ بها سلمى تجلس في زاوية غرفته وترتجف خوفاً
وتضع يديها أمام وجهها وكأنها لا تريد أن ترى شيئاً ما…
ثم ماذا يا سلمى؟ قالها الدكتور ونهض من مكانه متوجهاً إلى مكتب التحقيق…..
_ مرحباً عماد…..
_ أهلاً بك، دكتور التشريح الذي يملك أسرار الجثث…
_ كعادتك تحب أن تذكرني بقصصي مع الجثث.
المهم….
_ هل ذهبتم إلى بيت سلمى؟
_ كنا سننطلق قبل أن تأتي مع العلم بأننا فتشنا في كل مكان ولم نجد أي دليل…
_ لا ضير جرب مرة أخرى وارفع ذلك البرواز وفتشه.
_ حسناً، هل سترافقنا؟
_ أجل أجل فالفضول يقتلني.
_ هه كعادتك، هيا بنا.
وصلت دورية الشرطة إلى منزل تلك الفتاة وعندما دخلوا البيت
مباشرة ظهرت سلمى في تلك الزاوية وكانت تُشير لنفس المكان.
البرواز……..
لم يلحظها إلا دكتور التشريح كالعادة.
نظر إلى المحقق عماد ثم إلى ذلك البرواز.
توجه عماد وتناوله، واخذ يُقلبه بيديه كمحاولة أخيرة لمعرفة ذلك اللغز، وفجأة وجد إحدى زواياه تختلف عن غيرها بأنها تخبيء ورقة بين ذلك الإطار والصورة وفجأة قال: ها هي؟
_ ماذا وجدت يا عماد…….دكتور محمد
_ لنرى حل ذلك اللغز، انتزع الورقة وفتحها فوجد فيها رسماً صغيراً لقلادة تحمل شكل زجاجة صغيرة.
نظر حوله جيداً ثم قال: ما رأيك يا أبا سلمى برسمة تلك الصغيرة؟
نظر أبو سلمى إلى الرسم ثم التفت إلى جِيد نجلاء وقال: أليس هذا عقدك؟
ارتبكت ووضعت يدها على عُنقها لإخفائه قائلةً: هاه هاه لا لا يا إلهي هل ستلحقون خلف رسمه وتتركون القضية؟
نظر إليها عماد وأخرج منديلاً من جيبه قائلاً: اعطني ذلك العقد.
نزعته وهي ترتجف وناولته إياه
ثم تم اصطحابها إلى مكتب التحقيق وارسال ذلك العقد إلى البحث الجنائي للكشف عن ماهيته.
ولكنها انهارت هناك وقبل أن تصل نتيجة التحليل قالت: كنت غبية أردت أن اتخلص منها حتى يحصل طفلي على ما تركته لها والدتها من ميراث.
_ اذن، انتِ من فعلها….. المحقق
_ نعم.
_ هيا تكلمي بكل التفاصيل.
_ ذهبت إلى العطار وطلبت منه سُم فئران بحجة أنني سأقتل فأرة.
_ أكملي… وكيف وضعتيه للطفله؟ المحقق
_ كنت اضعه مع الحليب واجبرها على تناوله تحت التهديد
فقد كانت ترفض أن تشرب الحليب مبررةً بأن طعمه سيء
لذا كنت احمل سكيناً في يدي لإجبارها على شربه.
_ ولما مزقتِ ملابسها؟ ولِما وضعت السم على جرعات خفيفة؟
_ أردت أن ابعد الشبهةُ عني وحتى لا تموت الفتاة فجأة
ظننت بأنها ستموت من جرعات خفيفة بحيث لا يتم كشفي.
_ يالااااا قسوة قلبك، ها وصلت نتيجة الفحص، حيث تبين وجود نفس السم في تلك الزجاجة التي يحملها العقد….
وهنا أقفل المحضر في ساعته وتاريخه بعد أن وقّعت نجلاء على اعترافاتها…..
خرجت من قسم التحقيق إلى السجن لينظر القاضي في أمرها…
هناك جلس الدكتور محمد في مكتبه ناظراً إلى زاويته حيث جلست سلمى مبتسمة وكأنها الآن باتت مطمئنة بعد ان نُزع الستار عن لغز مصرعها في مسرح الجريمة……..
إرسال تعليق