عمان 10 حزيران- يعرض قسم السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان هذا الأسبوع أفلام سينمائية عالمية في مقر المؤسسة بجبل عمان وفروعها في الأشرفية والمقابلين.
وأعلنت المؤسسة في بيان لها اليوم الاثنين، انها ستعرض الفيلم الفرنسي الدرامي "موندو" من إخراج وسيناريو المخرج والكاتب السينمائي الفرنسي توني جاتليف، وذلك يوم غد الثلاثاء 11 / 6 في فرع الاشرفية بعمان في تمام الساعة الخامسة مساء، مثلما سيعرض الفيلم نفسه يوم الخميس المقبل الموافق 13 / 6 بفرع المؤسسة بمنطقة المقابلين بعمان في الهواء الطلق، الساعة الثامنة مساء.
كما أشارت المؤسسة إلى أنه سيتم عرض الفيلم الأميركي " قصة الحي الغربي" للمخرج روبرت وايز، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمل يوم غد الثلاثاء 11 / 6 في تمام الساعة السادسة والنصف مساء في قاعة السينما كذلك في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء في الهواء الطلق.
ويحتل فيلم "قصة الحي الغربي" المرتبة الحادية والأربعين في قائمة معهد الأفلام الأميركي لأفضل 100 فيلم أميركي، ويسير الفيلم على خطى الأفلام الاستعراضية الأخرى التي استندت إلى مسرحيات شهيرة عرضت على مسارح برودواي بمدينة نيويورك، من حيث الحفاظ على حبكتها الروائية وعلى أغانيها وألحانها الموسيقية واستعراضاتها الراقصة، مع تطويرها وتكييفها لتناسب الأعمال السينمائية.
وقد استلهمت فكرة مسرحية "قصة الحي الغربي" للمؤلف آرثر لورينتز من مسرحية "روميو وجولييت" لوليم شكسبير، إلا أن أحداثها نقلت إلى مدينة نيويورك في فترة الخمسينيات. واستبدل روميو وجولييت في المسرحية الأصلية بتوني وماريا وحل محل أسرتيهما المتصارعتين عصابتان من الشباب تنتميان إلى أقليتين عرقيتين تعيشان في أحد الأحياء الشعبية بمدينة نيويورك، تمثل إحداهما الأميركيين المتحدرين من أصل إيطالي وتمثل الأخرى المهاجرين القادمين من بورتو ريكو.
كما تم تحويل القصة وتقديمها في إطار مجموعة من الاستعراضات الغنائية الراقصة التي قام بتصميمها وإخراجها للمسرح جيروم روبنز وتعاون في تأليف موسيقاها وألحان أغانيها كل من المؤلفين الموسيقيين لينارد بيرنستين وستيفين سوندهايم.
ويقدم فيلم "قصة الحي الغربي" المبني على سيناريو للكاتب السينمائي إرنيست ليهمان عرضا للصراع والمواجهات بين عصابتي الشباب بأسلوب غنائي استعراضي تتخلله قصة حب بين توني وماريا على غرار روميو وجولييت رغم معارضة المجموعتين اللتين ينتميان إليهما. ولا تخلو القصة من العنف، حيث يقوم بيرناردو شقيق ماريا بقتل ريف زعيم العصابة المنافسة، ثم يقوم توني حبيب ماريا بالانتقام لريف بقتل بيرناردو.
وفاز فيلم "قصة الحي الغربي" بأربع وعشرين جائزة سينمائية، ورشح لإحدى عشرة من جوائز الأوسكار وفاز بعشر منها، كما رشح الفيلم لثلاث من جوائز الكرات الذهبية وفاز بها جميعا.
أما فيلم "موندو" الذي تم انتاجه في العام (1995) فتقع أحداثه في مدينة نيس الساحلية الفرنسية في خمسينيات القرن الماضي، والشخصية المحورية في قصة الفيلم هو الفتى "موندو" ابن العشر سنوات (الطفل أوفيديو بالان، وهو غجري روماني). ونتعرف على "موندو" كفتى متشرد لا ينتمي لأسرة وليس له ماض أو شيء يتذكره ولا يملك شيئا، كما لا يتمتع بأي مهارة سوى ابتسامته العريضة وروحه المرحة التي تسحر الغرباء وتفتح له قلوبهم، وهو يتجول في شوارع المدينة ويعرض نفسه للتبني. ويتمتع "موندو" بمقدرة طبيعية على استعطاف الغرباء بحثا عن الطعام ويقيم علاقات ودية مع عدد من الأشخاص، وبينهم صياد عطوف يعلّمه كتابة أحرف اسمه ومتسول يملك حمامتين يروي له القصص وبائعة في مخبز تقدم له قطع الخبز ويعرّفه على ساحر متجول في الشوارع يقوم الفتى بمساعدته، ثم يتلقى هذا الفتى مساعدة من امرأة عجوز فيتنامية طيبة وحكيمة تقوم باحتضانه. كما يتمتع هذا الفتى بمقدرة طبيعية على التهرب من رجال الأمن وتجنب الأشخاص الشريرين. تعثر السلطات المحلية على "موندو" وتحتجزه في قسم للرعاية إلا انه يهرب ويختفي عن الأنظار في النهاية ولا يعرف أحد مصيره، غير أن اختفاءه سيترك بعده فراغا وسينعكس على مصائر من كان يتعامل معهم.
ويتميز فيلم "موندو" بقوة إخراجه على يد المخرج المتمرس توني جاتليف الذي ينجح في تقديم عرض لحياة "موندو" والأشخاص من حوله بواقعية مؤثرة ويشعر المشاهد بالتعاطف مع الأشخاص المشردين والمنبوذين. كما يتميز الفيلم بقوة الأداء الواقعي والمؤثر لبطل الفيلم الطفل أوفيديو بالان في باكورة أفلامه السينمائية وأداء الممثلين المساعدين، حيث يتحول التمثيل إلى مشاهدة أشخاص حقيقيين يعبرون عن مشاعر الحب والصداقة. كما يتميز الفيلم ببراعة وفاعلية التصوير على يد المصور الفرنسي إريك جويرشارد، خاصة أن الحوار في الفيلم يشتمل على القليل من الكلمات ويعتمد على الصور والتعبير عن المشاعر والحركات لعرض قصة إنسانية مؤثرة.
عرض فيلم "موندو" في مهرجانين سينمائيين هما مهرجان الأطفال السينمائي الدولي بشيكاغو الذي فاز فيه بجائزة التحكيم ومهرجان الأفلام الفرنسية باليابان.
إرسال تعليق