كتبتها وصاغتها الكاتبة رضوى رضا
حتى اللعبة التي لم تفقد سيطرتها على أحد لم تسيطر عليه فلم تستهويه الألعاب الإلكترونية ولم تأخذه لعالمها وهو مراهق في الثانوية، ولم تحرك فيه كرة القدم الشغف نحو الركض واللعب مع أقرانه في عمر الابتدائي بل استحوذ عليه شغف آخر، والذي حتى بعد الانقطاع عنه ظل هو المسيطر ليجعله يعود إليه وبقوة لنتعرف عليه اليوم وهو الكاتب والإعلامي الأستاذ سمير عالم الذي اتبع شغفه وسار في طريق الحياة متسلحا به لتكون له إنجازات عدة وفي أكثر من فرع من فروع موهبته التي خرجت للنور منذ أن كان طفل يفضل الجلوس مع كتاب في المكتبة على اللعب مع الأصدقاء.
الأستاذ سمير عالم هو كاتب وإعلامي ورئيس تحرير مجلة القلم حاليا أتاح لنا فرصة الاطلاع على قصة وصوله إلى هنا، ومشاركتنا تحديات وفرص الماضي وأهداف وأحلام المستقبل لتكون؛ لنا منارة إن أحب أحدنا المضي قدما في طريق تحقيق أهدافه.
بدأت القصة منذ الطفولة حينما كان طفل يصطحبه والده معه إلى دكانه في السوق والذي كان يعرف حينها الطفل سمير أن المكتبة القريبة من دكان والده تفتح أبوابها للجميع؛ فكان يستأذن والده ذاهبا إلى المكتبة ليكتشف بين صفحات الكتب عالم أخر غير الذي يعيشه ..عالم غاص فيه لدرجة جعلته يكون جزء منه؛ لينسج في خياله قصص قام بتطبيقها عمليا على أرض الواقع بينما هو يلعب بالدمى والألعاب الصغيرة ومع الحيوانات الأليفة التي كان يربيها في فناء منزله. فتكون القصة محورها حرب مثلا تتمثل في صراع بين الخير وشر وتلهمه ببناء سيناريو لهذه الحرب فيرتب أحداثها باستخدام الألعاب والحيوانات مصمما جبهات قتال متعددة وقرى من بيوت من طين تستعد هي ايضا للمشاركة في القصة التي يحكيها، وفي هذا يقضي وقته دون الشعور بمروره مستمتعا ناسيا الألعاب الأخرى التي يهواها الصغار في مثل هذا العمر.
في المرحلة الثانوية اكتشف بطل قصتنا متعه جديدة عندما سأل معلمه سؤال وهو" سبب تسمية الدول الاسكندنافية بهذا الاسم " وقد طلب المُعلم منهم أن يجدوا الإجابة بأنفسهم مُعلنا عن مكافأة بالدرجات لمن يبحث ويجد الإجابة الصحيحة، وفي ذاك الوقت لم يكن البحث سهلا بمجرد لمس شاشة هاتف أو وضع السؤال في جوجل ولكن كان يتطلب الأمر البحث في الكتب؛ ولهذا كرس بطلنا كل وقت فراغ في المدرسة لمهمة البحث عن الإجابة قاضيا وقتًا طويلاً بين الكتب في مكتبة المدرسة ليجد إجابة السؤال، ولكنه استمر في المطالعة بعد أن وجد الإجابة لإن المحرك هنا هو متعة البحث التي أحبها عقله فأكمل في البحث والإطلاع حتى واتته بعض الكلمات ليكتب الشعر معبرا به عن مشاعره وله عدة محاولات شعرية لكنه يراها باءت بالفشل لإنها جاءت من رغبة مشاعرية دون تعلم فهو؛ أراد أن يتعلم عن بحور الشعر وفنه من وزن وقافية وتناغم لكنه لم يجد المصدر المناسب لذلك.
وما دمنا بدأنا سنجد الطريق المناسب لذا؛ وجهته بوصلته نحو كتابة النثر ليتقن فن كتابة المقالات ويتناغم معه مستمرا فيه واجدا ضالته؛ فحينما يُقدم الإنسان على فعل يعزز فيه الشعور بالسعادة والتعبير عن الذات عليه أن يعلم أنه شغفه وعليه ان يستمر فيه لأن هذا هو طريق الحياة الحقيقية بالنسبة له، ولهذا ثابر بطلنا ليكتب ويكتب بينما يبحث عن طريقة للنشر فوجدها في مجلة اليقظة الذين يستقبلون طلبات نشر الكتابات المختلفة عن طريق البريد الخاص بهم فأرسل لهم مقال ليُنشر بعد عدة أعداد للمجلة لكي يصبح أول مقال ينشر له في عام 1993 بعنوان (متى نقول لـ يا هلا.. مع السلامة؟) انتقد فيه الأطروحات الجريئة لبرنامج (يا هلا) الذي كانت تقدمه الإعلامية (هالة سرحان).
ومن هنا بدأ فصل جديد في القصة شعر فيه أنه من الممكن أن يكتب وينشر والأهم شعوره بأن حياة الكاتب فتحت أبوابها له، وبالفعل كتب المزيد ثم عاد للشعر من جديد ليكتب عدة قصائد أرسلها للنشر لكن هذه المرة نصيبها الرفض؛ معللين بعدم صلاحيتها للنشر، والآن يرى بطل قصتنا بعد مرور الكثير من السنوات وإعادة قراءتها أنها كانت حقا غير صالحة للنشر لوجود بعض الخلل بها ... في كثير من الأحيان نقوم بأعمال نتخيل أنها الأفضل لكن بعد سنوات من الخبرة نعرف أنها كانت الأفضل من حيث الخبرة المتواجدة وقت إنشائها، لكن الجيد في الأمر أننا حينما نستطيع معرفة أن تلك الأعمال ليست الأفضل بل ونستطيع استخراج عيوبها يجب أن نتأكد أننا تطورنا ووصلنا لمرحلة ممتازة من الخبرة التي مكنتنا من رؤية الأعمال كما رآها الخبراء السابقين .
يبدأ الجميع بحماس يسمونه حماس البدايات نشعر معه أن الحياة وردية نستطيع معها فعل كل ما أردناه، لكن أحيانا كثيرة تأتي الحياة بما لا ترغب به الأنفس الطموحة والتي إما تقف وتستسلم أو تكمل بلا هواده في محاولة للانتصار على العوائق مهما كانت لذا؛ ظل بطلنا يحاول ويحاول لنشر ما يكتب ولكنه واجه صعوبات واصفا تلك المرحلة بالصعبة على كل كاتب مبتديء حيث أنه في ذاك الوقت لم يكن سهلا أن تنشر مجلة او صحيفة مقال لكاتب مغمور لا يعرفه أحد في حين أنه متاح للأسماء الكبيرة المعروفة للجمهور بكل أريحية، وهذا شّكل احتكارًا واضحاً للساحة الأدبية أدى معه إلى قلة المساحات المتاحة للنشر، وهنا قال الأستاذ سمير:
" في بداية التسعينيات كان الناس يقرأون الصحف والمجلات الورقية والتي إن لم تنشر فيها سيكون جمهورك عائلتك والمقربون فقط لهذا ظل الكثير من كتاباتي في الدرج"
ليس سهلا على الكاتب أن يكون نصيب إنتاجه الأدبي ظلام الدرج حيث لا طريق للنور، والسبل قد أغلقت كما رآها وقتها وهذا أدى إلى اتخاذه قرار التوقف عن البحث لنشر ما يكتب مع استمراره في الكتابة ليخرج بعد فترة بمجموعة من النصوص الأدبية التي أغرته ليعيد البحث عله يستطيع نشرها في كتاب يصدر باسمه هذه المرة، ولكنه واجه نفس المشكلة ولم يجد ناشرا وهنا عقد اليأس عقدة كبيرة أغلق معها ليس فقط البحث لترى كتاباته النور بل وكسر قلمه وتوقف عن الكتابة ..
حينما نتوقف عن ممارسة ما نحب وما يسعدنا نقف قليلا في محاولة للاستيعاب ويبدأ عقلنا في التفكير في شيء أخر يمكنه سد الفجوة التي قررنا أن نقيمها بداخله. ومن هنا وجد بطلنا أنه يهوى الموسيقى بل واكتشف ارتباطه الروحي بصوت الراحل طلال مداح، وأن ألحانه وصوته يملكان قدره فريده تستطيع مس عمق مشاعره مكتشفا حبه لآلة العود، التي كانت تؤثره ألحانها مما دفعه لتلقي دروسا في العزف عليها ليتقن فنا جديدا يغذي الروح بأعذب الألحان، ولم يتوقف هنا بل اكتشف حبه للرسم والنحت، ونفذ بعض أعمال النحت على الجبس لمجسمات تمثل الطراز المعماري للمدن الحجازية القديمة، والتي كانت واجهات بيوتها تتزين بالرواشين (المشربيات).
ويستمر ما خلقنا لأجله يرسل رسائله ويهمس لنا بأصوات لا يعرفها ولا يفهمها سوانا، وهذا لإننا نُخلق برسالة لا يمكن إلا أن نُتمها، وخاصة بعد تجربتها والتلذذ بمتعتها التي تُمثل حياة لأرواحنا؛ فلابد من أن تعود لنا ونعود لها لنُكمل ما بدأناه؛ لذلك علينا ان نلبي النداء حين يلوح لنا بالعودة .
بعد فترة طويلة قضاها ما بين موسيقى وفنون عدة، ومحاولات مختلفة لتغذية الروح بالقراءة والبحث ثم ظهور الأنترنت ذلك العفريت الذي غير حياة الكثيرين، هذه المرة كان له أثر طيب مع بطل قصتنا فقد جعله يفكر في إنشاء موقع ثقافي ينشر من خلاله المعرفة والثقافة، لكنه ما لبث أن عدل عن الفكرة فلم تنجح كما أراد لها وعاد لصومعته من جديد منهك مستنزف التفكير يعرف ما يريد لكنه لا يستطيع تحقيقه وقد وصف نفسه في تلك الفترة قائلا :
"كنت أشبه بزهرة دوار الشمس التي تم جني بذورها، فلم تعد بعدها الشمس مغرية بالنسبة لها لتتبع خطواتها على مدار اليوم، شعور تام باليأس، وكنت حينها أنظر إلى كل قناعاتي ومبادئي السابقة بشيء من الشك وعدم اليقين"
هكذا نشعر حينما نفقد الأمل، هكذا تدور بنا الحياة ونحن لا نعرف أين الطريق الذي علينا التوجه إليه، لكن تهدينا رسالتنا الحل في وقته المناسب فما دمنا نريد حتى مع اليأس رب السماء يستجيب، لكن يؤخرنا اليأس قليلا لذا علينا دوما مواجهة اليأس بالتفاؤل.
مرت حوالي خمسة عشر عاما لتعيده رسالته من خلال حبه للقراءة حيث وأثناء تصفحه للشبكة العنكبوتية لفت انتباهه كلمات في قصاصة من كتاب أو حتى مجرد مقولة في مدونة وربما كان اقتباس ففي وقتها لم يكن يعلم من أين أتت ومن أرسلها لتقف أمامه ويقرأها مرات ومرات بل ويحتفظ بها لتكون منارته للرحلة القادمة
" ولكننا لسنا من نختار رسالتنا في الحياة، ولسنا من يحدد متى وأين وكيف سيومض نجمنا"
لتجعله يبدأ الكتابة من جديد على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا عنها :
" كانت بعض الكتابات الخجولة البسيطة وهي أيضا محاولات لقتل الفراغ والحصول على القليل من الأكسجين حتى لا أختنق"
ثم قام بتطوير تلك المحاولات البسيطة لتصبح مقالات قصيرة كان يفعلها دون هدف حقيقي أو محدد واصفا تلك المرحلة بأنها "مجرد عبث" حيث أنه ظل متجمدا يكتب لكنه متوقف عن إحراز تقدما؛ فما زال اليأس لم يبرح مقعده منه إلا أنه استمر على تلك الكتابات البسيطة والتي جعلت الخطوات التالية تسير بسلاسة حيث الاستمرارية في عمل ما حتى ولو بشكل بسيط تؤدي إلى تدفق الأحداث فتثمر زيادة وتطور في هذا العمل، وهذا ما حدث مع بطل قصتنا الذي فاجئته الأستاذة الكاتبة فاطمة مسودي تطلب منه تزويدها بمقال له لتنشره في إحدى الصحف الإلكترونية وفعل دون انتظار فقد تعود أن النشر يحدث بعد عدة أعداد وربما تكون شهور؛ لتفاجئه الاستاذة فاطمة بإرسال رابط تصفحه ليجد مقالته وقد نشرت خلال دقائق معدودة ليدرك في تلك اللحظة أن الحياة تغيرت وكثيرا، وليبدأ ايضا صفحات جديدة من حياته مع استمرار الأستاذة فاطمة في نشر مقالاته ..
حينما تومض لك الفرصة لا تتركها بل اقتنصها ثم بالاستمرارية حافظ عليها لإن الاستمراراية هي الضؤ الأخضر الذي نعطيه للحياة حتى نؤكد استحقاقنا لثمار هذه الفرصة، وكان ثمار نشر المقالات أن عرضت الأستاذة الكاتبة فاطمة مسودي على بطل قصتنا الانضمام إلى فريق عمل صحيفة صوت المواطن؛ لتكون البداية الحقيقية مُعاودًا الكتابة من جديد مستعيدا شغفه وطموحاته السابقة لينشر من خلالها العديد من المقالات، والحوارات الصحفية، والتغطيات الصحفية لبعض الفعاليات، ولاحقاً تعاون مع مجلة نجمة السعودية، وقدم من خلالها بعض الحوارات الصحفية، وعن هذه المرحلة والتقدم الذي أحرزه فيها أرجع الفضل لله سبحانه وتعالى ثم إلى الأستاذة الفاضلة فاطمة مسودي..
تبدأ رحلة جديدة مع كل بداية جديدة وحتى يتم المضي قدما في هذه الرحلة نحتاج للوقود الذي يقوي فينا الصمود والاستمرارية وعلى الرغم من أن أهدافنا وطموحاتنا تشكل جزء كبير من هذا الوقود فإننا نتوقف كثيرا عن المسير بسبب فقدان الجزء الداعم والذي يتمثل في رفاق الرحلة والجزء الأول منهم هم أهل وأقارب ينتظرون بشغف نجاحنا وهم يمثلون الدعم المعنوي ومع هذا يرى الأستاذ سميرعالم شيء مختلف قائلا:
" نحن نعيش في مجتمعات بارعة في تحويل أي مادة إلى مادة مثيرة للسخرية والتنمر والاستهزاء، لذلك كانت جميع كتاباتي خاصة، ونادراً ما أفكر في عرضها على أحد ولم تكن عائلتي تعرف بأنني أدون بعض الكلمات في عمر مبكر وبالتالي لم أجد تشجيعاً من أحد، وبرأيي إننا نخطيء حين نطالب العائلة بدعم كل توجهاتنا، فلكل فرد ميوله واختياراته الخاصة حتى داخل العائلة الواحدة، وقد يكون غير قادر على إبداء الاهتمام بأمورهي فعلياً خارج دائرة اهتمامه، إلا إنني وبعد سنوات أود أن أشير إلى تأثير والدي، فأنا اليوم أشعر بالكثير من الاحترام تجاه أفكاره، فقد كان يمتلك عقلية فلسفية، ولديه قدرة ملفتة على تحليل الأحداث وطرح توصيفات فريدة علنها، وأنا أنسب فضل ما أعتقد أني أملكه اليوم من وعي وقناعات ومبادئ وقيم إلى والدي رحمه الله، ولا زلت احتفظ ببعض كتبه ضمن مكتبتي المتواضعة. وأما عن التشجيع الحقيقي سنجده دائماً ممن يملكون ذات الشغف، فهم الأقدر على تثمين ما نملكه من موهبة"
وهؤلاء القادرين على تثمين ما نملكه من موهبة هم الجزء الثاني من وقود الرحلة ويكونوا أصدقاء داعمين صادقين في آرائهم يرجون لنا الخير كما لأنفسهم، وهؤلاء محظوظ كثيرا من يجدهم في حياته وقد كان لبطلنا حظ جيد في رحلته من هؤلاء حيث قال:
" شكل الثنائي، الكاتبة ضفاف الأحمدي والكاتبة زينب الجهني، دعماً دائماً لكي أستمر، وكانوا أول من يقرؤون كل ما أكتبه قبل النشر، وقد رافقوني طيلة رحلة كتابتي لرواية (خريف لأربعة فصول) وكنت أعرض عليهم أولاً بأول كل فصل انتهي من كتابته، واستمع إلى ملاحظاتهم سواء الإيجابية أو السلبية"
كانت العودة في عام 2017 لتتوالى الإنجازات ليبدأ بطل قصتنا في تنفيذ طموحاته وأحلامه التي أجلها لسنوات فبعد مرور عام من عودته مليء بالمقالات والحوارات الصحفية أسس في عام 2018 رابطة أدبية بالتعاون مع كُتاب آخرين بهدف دعم الكُتاب وتنفيذ المشاريع الثقافية المختلفة وتمكن من تسجيل الرابطة بشكل رسمي إلا أنه بعد فترة انسحب منها، ليتجه إلى لون جديد عليه من ألوان الكتابة في عام 2019 وهو السيناريو الإذاعي ليكتب مسلسلا إذاعيا بعنوان "كل عيلة ولها حل" وهو مسلسل كوميدي اجتماعي وتمت إذاعته عبر إذاعة جدة، يروي عنه أنه شكل تحديا بالنسبة له، وكسر لروتين الكتابة الجادة التي اعتاد عليها، لكنها كانت تجربة أحبها كثيرا ونجاحها كان مرضيا بالنسبة له .
كثرة التجارب تعيدنا للحياة وتمكننا من أنفسنا التي تتأكد بعد كل تجربة أنها على الطريق الصحيح طريق الرسالة والشغف؛ لذا لم يهاب بطلنا الإخفاق حينما قرر في عام 2021 تأسيس مجلة ثقافية ينشر من خلالها الثقافة والدعم للمثقفين والكُتاب، وهو حلمه الذي يراوده منذ زمن فخرجت مجلة أبجد الثقافية للنور لتصدر من العاصمة البريطانية لندن متوليا رئاستها مُشيدا بدور الكاتبة الأستاذة زينب الجهني التي شاركت في تأسيس المجلة ويصفها بأنها أحد الأركان المسؤولة عن نجاحها إلى جانب الكاتبة الأستاذة غلا المالكي والتي يقول عنها :
" تربطني علاقة أبوية بالكاتبة غلا المالكي ودائما كانت حاضرة في كل أزمة قد تؤدي إلى توقف مجلة أبجد لتمنحها القدرة على الاستمرار لذا؛ اتوجه لهما بكل الشكر وهما اليوم معي نصنع سويا نجاح مجلة القلم"
توقفت مجلة أبجد بعد عامين برصيد أحد عشر عددا ولكن هذا لم يمنع بطلنا من تأسيس مجلة القلم في عام 2023 وبدعم من الاتحاد العالمي للمثقفين العرب بالسويد، ومازالت المجلة قائمة تنشر الثقافة وفيها تنوع رائع من المواضيع الشيقة التي تجذب القراء بشتى اهتماماتهم، ولم تتوقف الانجازات ففي نفس العام تمكن من إصدار أربعة كتب، تضمنت عدد كبير مما ألفه خلال سنوات وهم الرواية الكلاسيكية (خريف لأربعة فصول)، مجموعة قصصية بعنوان (كلاسيكيات)، مجموعة مقالات بعنوان (عزف منفرد)، مجموعة نصوص أدبية بعنوان (آدم).
نصل بعد الكثير من المحاولات، نحقق الحلم بعد الكثير من الاخفاقات نُنهي ونبدأ من جديد بسلاسة في كل مرة نؤمن فيها بأنفسنا وبقدراتها لذا؛ وبعد اليأس والتوقف والعودة وتحقيق بعض الأحلام والمضي قدما في تحقيق المزيد يخبرنا الكاتب الاستاذ سميرعالم بنصيحته لكل إنسان يسعى لتحقيق هدفه قائلا:
"الصبر، هذه الخصلة التي يجب أن نتقنها جميعاً لنتمكن من الاستمرار والمواصلة، ونتقبل الفشل للمرة الأولى والثانية، ولكن علينا أن نملك نظرة واقعية تجاه الأمور فليس؛ كل شيء قابل للتحقيق، والحياة ليست منصفة على الدوام. حاول، وقرر متى قد تجدي المحاولات، ومتى عليك أن تكف عن المحاولة، وتخلق لذاتك أهدافاً وأحلاماً جديدة لتعمل عليها. ابتعد عن فكرة منافسة الآخرين، فإن تفوقت على أحدهم فقد حطمته، وإن تفوق عليك فقد حطمك أنت، وفي كلا الحالتين سيكون هناك خاسر، أعمل من أجل حلمك، واتقن ما تقوم به من أجلك أنت. وحين تشعر بأنك حققت جزءاً من أحلامك.. تذكر أن هناك من لازال يحلم، وبحاجة إليك. وهنا أهديك شذرة اقتبسها من كتابي عزف منفرد (متى شعرت أنك لا تساوي إلا صفراً في حسابات الحياة، فقف إلى جانب أحدهم لتجعل منه رقماً أكبر) "
نمضي في الحياة بقرار ونتوقف بقرار وكلاهما نابع من مبدأ نؤمن به ويلمس فينا ما لا يلمسه غيره لذا؛ كان المبدأ الذي اتخذه بطل قصتنا لتحقيق أهدافه هو " إن المستقبل للذين يؤمنون بجمال أحلامهم "
والآن وقد اعتنق المبدأ فقد سار على الدرب ووصل لبعض مما أراد لنعرف معه أن المباديء تُحدث فارقا في مسيرتنا كما أن الخبرات والتجارب تحدث فارقا أيضا حين تغير وجهاتنا. وحتى طريقة تفكيرنا فيخبرنا بطلنا أنه في السابق كان يكتب باستدعاء من الأحداث الخارجية التي كانت تحفزه لكي يعبر عنها وعن مشاعره إلا أنه اليوم يستمد إلهامه من ذاته وأفكاره وتأملاته وأهداف الماضي والحاضر وقيم شخصية، وبعد سنوات من الخبرة يجد ان أهدافه في الكتابة تغيرت فهو اليوم يكتب ليترك أثرا وقد حقق جزء كبير منها فله عدة مؤلفات تنطق بلسانه تجعله في كل منزل وعلى لسان الكثيرين من بني البشروقد قال في هذا:
" لقد كانت دائماً فكرة أن أغادر الحياة دون أثر، فكرة بائسة تشغلني، ولكني اليوم حققت جزءاً من ذلك بفضل من الله، وأطرح من خلال كل ما أكتبه من مقالات أو قصص، أفكار وقيم وفلسفات، علّها تكون الأثر الذي أسعى لتركه من بعدي"
كما يكتب اليوم من أجل سميرعالم نفسه ثم من أجل أن يظل ابنه فخورا به متذكرا كلمته الجميلة " أبي أنا فخور بك "، ولم ينسى رفقاء الرحلة فهو يكتب من أجل كل من أرادو له النجاح، ومن أجل كل إنسان يود أن يتعلم عن الحياة ويعرف أكثر.
لا تنتهي الأحلام ما دمنا نتنفس لذا؛ عن المستقبل يخبرنا بطل قصتنا الكاتب سمير عالم:
" أطمح لأن أنتقل من مرحلة المكتوب، إلى مرحلة المسموع والمرئي، أن أقدم رسالة، أن أمثل ضوءاً في آخر النفق لأحدهم. ربما التفت لبريق الشهرة، ولكنه بريق يحذرني من الاقتراب منها، لأني أدرك متطلباتها ومآلاتها، أريد أن أبقى في الظل، وهناك أكتب وهناك أتحدث، لمن أراد أن يقرأ"
انتهت قصة لتبدأ أخرى فمن حيث ننتهي نبدأ، وهنا أود تقديم الشكر لضيفي الكاتب والإعلامي الأستاذ سمير عالم لمشاركته لنا مسيرته الحافلة بالكثير من الدروس المستفادة والتي استمتعت بها كما استفدت منها، وأرجو أن تكون منارة لكل من أراد أن يكمل في هدفه بالمثابرة والاستمرارية . أرجو لضيفي الكريم المزيد من التقدم والازدهار ومزيدا من الأثر الطيب الذي يبقى كشعاع نور يضيء طريق كل من يقرأ كلماته .
إرسال تعليق