الكاتبة نسرين العبادي
في تلك الحديقة جلس، وكأنه يترقب حدوث أمر ما.
ألقى جسده المنهك على ذلك المقعد وقد بدى على مُحياه التعب.
الناظر إليه يظنه يراقب تلك الطيور في البحيرة، ولكنه كان حاضراً بجسده فقط.
فقد كان عقله هناك، وقلبه مُعلق بتلك اللحظه، لحظة أن افترقا، أسوء ما مر عليه من لحظات.
كانت قاسية إلى الحد الذي ليس له حد، فقد افترقا دون أن يتلفظا بأي كلمة.
فراق صامت، مؤلم، حزين وغريب.
توقفت لغة الحوار فجأه، فلم تعد المفردات تسعفهما، آثرا الصمت كوسيلة أخيره للحوار.
حوار باهت، بارد لم يشفِ غليل قلبه، لم تجد ما ترد به عليه عندما سألها لماذا؟
تحدثت الأعين عوضاً عن الالسنة وباحت بكل شيء.
أطبقت عليهما كلابات الظروف بإحكام فلم ينقذهما ذلك الحب.
أتراه كان صادقاً ام انه مجرد شعور عابر، هكذا تسائل قبل أن ينتبه من غفلته على صوت طفل صغير كان يلعب بالقرب من مقعده في الحديقة عندما نادى عليه ليلعب معه بالكره
إرسال تعليق