الكاتبة شيماء العوادية من المغرب
أعطني كتفاً لأستند عليه
أعطني يداً تمسح عن جرحي ألمه
وتخِيطُهُ بخيطٍ سُحِبَ من بين أصابعِ أمي!
أعطني حضناً لأرتمي بتعبي بين ذراعيه
حضناً لا يخون!
أعطني بريدي المفقود
فقد مللتُ الكتابة
مللت من كل هذا الجمود
حتى الحبر في لغتي جفّت كلماته
حبري لولاكَ ما كتبَ والسُّطور
لولاكَ ما عشِقتُ هذا الصباح الكئيب
لولاك ما قبّلتُ يدَ الحياة وهي تَصفعُني
قلْ، ماذا تقول؟
أحقا لازلت في عمرِ الزهور!
أم أنها مجرّد خُدعة
لهذا الطفلِ المخذُول..
للوقتِ رأي آخر
في هذا الصباح
لوحتُ بيديّ لوداعٍ آخر
ليكتب النسيان على صحيفتِه
أنني أعدتُ ترتيبَ كلماتي كثيراً
وفي الأخير أعدتُها لنصابهِا!
لا شيء غير أنني لا أريد لِلمساء أن يأتي بوداعٍ آخر
وأن لا يعاد صباحٌ آخر
على وردة نَبتتْ بين تشقّقاتِ الثلج
وأزهرت!
رغم أنه لا ربيع هنا
لا شيء هنا سِوى البرد..
أريد أن تُعبّأَ أنفاسي برائِحة عِطرك
ما تفوح به الطرقاتُ لا يروقُني
لا يروقُني سواكَ
وازرَعْ بذراتِ الضحكات في ثُربة ثَغري
وتأكّد أنها ستنجِبُ الكثير من ضِحكات الأطفالِ الصاخِبة
دعني أهرب من هدوءِ أيامي المُريب
أهرب معكَ وقتَ المغِيب..
إرسال تعليق