بقلم حمزة سمارة
من أنتِ؟ سؤالٌ يتردد في خاطري كلما نظرتُ إلى عينيكِ اللتين تحملان عالماً من الأسرار. أنتِ ذلك اللغز الذي لا أملُّ من حله، رغم أنني أعلم أنني لن أصل إلى نهاية هذه الأحجية. أنتِ القوة التي تزرع فيَّ الشجاعة عندما أشعر بالضعف، وأنتِ الهدوء الذي يغمرني حين تعصف بي رياح الحياة.
أنتِ النور الذي يضيء طريقي في ظلام أيامي، والشمس التي تنير صباحاتي بحنانها. في حضورك، أشعر بأن الزمن يتوقف، وكأن كل شيء في هذا العالم يصبح جميلاً، ناعماً، متناسقاً. أنتِ النسمة العذبة التي تمر بي حين أكون في حاجة إلى استنشاق الأمل، وأنتِ المطر الذي يسقي أرض قلبي لتزهر ورود الحب من جديد.
أنتِ اليد التي تمسك بيدي عندما أشعر بأنني على وشك السقوط في هاوية اليأس، أنتِ العناق الذي يضم شتات روحي ويعيد ترتيب شظاياها. في كل كلمة تنطقين بها، أجد شعاعاً من الحكمة ينساب إلى قلبي، وفي كل ابتسامة ترتسم على شفتيكِ، أرى انعكاساً لجمال العالم.
أنتِ الحلم الذي يأبى أن يختفي عند الاستيقاظ، والذكرى التي تظل حية في ذاكرتي مهما مر عليها الزمن. أنتِ الأمل الذي ينبعث من بين حطام الأحزان، وأنتِ الإيمان الذي يقودني إلى الطريق الصحيح عندما أضل. في وجودك، أشعر بأنني أملك كل شيء، وفي غيابك، أفتقد جزءاً من نفسي.
من أنتِ؟ أنتِ كل ما هو جميل ونقي في هذه الحياة. أنتِ القوة والضعف، الفرح والحزن، النور والظلام. أنتِ البحر الذي أبحر فيه ولا أريد الوصول إلى الشاطئ، أنتِ السماء التي أتأملها ولا أريد أن يزول سحرها.
من أنتِ؟ أنتِ الحياة بكل تفاصيلها، أنتِ أنا، وأنا أنتِ.
إرسال تعليق