الشاعر زيد الطهراوي
يا حاملَ القرآنِ وعدك مُبْرَمٌ
و الأمنُ في يومِ القيامةِ سابقُ
من منبعِ الإخلاصِ تاقتْ أنفسٌ
و المستنيرُ بهديِ أحمد حاذقُ
و صعابُ دربٍ صدَّعتْ أهلَ النُّهى
ثارتْ فَسَكّنَها الصَّبورُ الواثقُ
و كُؤُوسُ حوضٍ و المُبَشِّرُ لابث
هِيَ شَرْبةٌ يرنو إليها العاشقُ
( مالي و للدنيا )و غادرَ موقِناً
و المُقْتَدونَ إلى النجاةِ تسابقُوا
اقرأ كتابَ اللهِ يا خيرَ الورَى
عبدٌ أمينٌ عندَ قومِك صادقُ
ما جَرَّبوا إثماً عليكَ و إنَّما
عن رِجْسِهِم مُتَرَفِّعٌ وَ مُفارِقُ
جاهدْ بِهِ شِركَ القرونِ مُوَلِّياً
شَطْرَ النَّجاةِ فأنتَ حُرٌّ سامِقُ
ضاقتْ دروبُ الغافلينَ و أجْدَبَتْ
و لِحافِظِ الآياتِ ظِلٌّ وارقُ
هُوَ حامِلُ القرآنِ يُرْسِلُ شَوْقَهُ
و النَّفْسُ يغشاها الصلاحُ العابِقُ
شوقٌ الى الرحمنِ يرفَعُ عبدَهُ
فينالُهُ خَيرٌ عَميمٌ دافِقُ
هَجَرَ الرِّياء ملبِّياً في خَلوَةٍ
مُتَوَجِّساً أنْ لا يلينَ الخافقُ
فالأخفياءُ هُم الذينَ اسْتَأْهَلُوا
درجَ الجِنانِ و نُورُهُم يَتَباسَقُ
و محاسنُ الأخلاقِ ترفعُ قدْرَهُ
نحوَ البشيرِ مُقارِبٌ و مُعانقُ
حِلمٌ و إحسانٌ و رِفقٌ كُلُّهُ
خَيْرٌ كما نَطَقَ الأمينُ الصَّادِقُ
و تسامُحٌ و سلامةٌ في صدرِهِ
كي لا ينالَ القلبَ حقدٌ حانقُ
هَوْناً كما وصفَ الرحيمُ عبادَهُ
و الجاهلونَ عن الحليمِ تَفارَقُوا
وَ لِحامِلِ القُرآنِ طاعاتٌ سَمَتْ
و الذًَنْبُ للنَّفْسِ الضَّعيفةِ خانقُ
فَتُذَكِّرُ الآياتُ عبداً قدْ كَبَا
و النُّورُ للقلبِ الكسيرِ مُعانقُ
في واسعِ الرحماتِ يهنأُ نادمٌ
أمَّا المُصِرُّ على الذُّنوبِ فآبقُ
إرسال تعليق