بقلم حكمت احمد شوقي سوريا
قبل البدء بموضوع النقاش لابد من تعريف الإعلام بشكل عام ونقول بأنه مصطلح يطلق على أي وسيلة أو منظمة أو مؤسسة خاصة أو عامة مهمتها نشر الخبر ونقل المعلومة شريطة المصداقية أما اننا في العصر الحالي فقد ابتلينا بإعلام مسيس مكبل بعدة لاءات خاضع بشكل أو بآخر لبعض القوى المالكة للتكنولوجيا المتطورة أو أصحاب النفوذ أو أصحاب رؤوس الأموال الذين يتحكمون بالإعلام وقاموا بتحويله إلى ساحة حرب بحد ذاته ومن هنا ننطلق الى موضوعنا وهو الحرب الاعلامية وهنا يمكن ان نعرفها بانها عملية ترويج لأفكار لها أبعاد نمطية مختلفة قد تكون بريئة نسبيا وقد تكون مسمومة كليا حيث تستهدف بث الشائعات وتغذيها بالحوارات المأجورة ومع مرور الزمن تصبح الشائعات شبه وقائع يدور في فلكها القارئ والمتابع كما انها تستهدف تدجين السلوك وتقوقعه حول بعض الآراء مثال ذلك
( المبالغة في قضية المذابح اليهودية عائدة لأسباب سياسية الغاية منها تبرير السياسة الاسرائيلية وأسباب مالية لجلب المزيد من التعويضات الذاهبة لخزينة اسرائيل لا لجيوب الضحايا)
القول للباحث روجيه جارودي
وهنا لابد من أن نذكر بأن هذه الممارسات تتنافى ورسالة الإعلام
حيث يكون المتابع حبيس تلك الشائعات ومنها مايدار حاليا ويشاع ول احتمال وقوع حرب نووية قد تنهي البشرية وبالتالي يفقد الناس السيطرة على مشاعرهم وقدراتهم مما يعيق عملية التقدم او الاستقرار والتنمية هذا لأن الانسان كائن اجتماعي بطبعه ميال للاستقراروشعوره بالأمن سواء على الصعيد الشخصي أو أمن البلد الموجود بها الذي ينعكس على الأمن الاقتصادي.
بالحرب الاعلامية يريدون عقلنة اللامعقول حيث يتم الإيهام بعدم القدرة على ادارة الاختلاف السياسي وعدم القدرة على ادارة الائتلاف السياسي حيث يتحول الاختلاف لصراع مع عدم وجود آليات سياسية لضبط ادارة الصراع والخلاف حينها يصمت اللسان ليتحدث المدفع والنظرية العلمية العملية تقول من لا يستطيع ادارة اختلافه لا يستطيع ادارة ائتلافه
لذلك يمكننا القول ان الحرب الاعلامية غايتها استراتيجية لذلك وجب تحصين المواطن فكرا وحوارا لخوض التحديات التي فرضها الواقع الدولي بواسطة مافيات المال ومافيات السياسات الكبرى وربما مايشعرنا بالهدوء ونحن نشاهد مشاهد الإعلام المضلل ذلك مايسمى ب ((الازاحة النفسية) ) حيث نشعر بالراحة لأننا لسنا ضمن أفراد هذه الكارثة أو تلك ونسعى للنأي بأنفسنا عن كل التوترات ومخاوف الموت والفجيعة ونذعن لسياسة القطيع الممنهج
ومن هنا نرى ان عدم وجود آليات لضبط الصراع والفوضى في الماكينة الاعلامية مثلت مقتلا للحضارة العربية والاسلامية منذ عصورها المبكرة
إرسال تعليق