الأديبة فيروز حبابة
عزيزي صاحب الظل "النبيل"
ذو الروح الطيبة العذبة....
أبلغك سلامي و أطيب أمنياتي
و عساك طيب الخاطر سعيد الصحبة
لا شيء ضروري أخبرك به
كل الأمور معلقة
و كل الهواجس مهمشة
و الحرب في هذه البقاع لا تبرح حربا
و الأيام تثبت لنا دائما أنها الوحيدة المواظبة على رتمها
المخلصة لعملها
الممعنة في الرمال
لا غدران تنتابها
و لا يخدش وجه حيائها عشبا
و غير ذلك...
روضت لغتي خصيصا
كي تقرأني دون امتعاض
لم أدز بين السطور معان كبرى
لم أستخدم التمويه كي أفرغ الجعبة
هكذا هذه المرة قررت الكتابة السهلة الرامية إلى اعتبار المآسي روتين يبدأ ب أفٍ و ينتهي ب تبا
تصور كل هذه المقدمة من أجل إبعادك
عن تصور مؤلم أو شعور مبهم
أو تكهن ينبيك سببا
أحب لروحك أن تبقى في طمأنينة
و ألا يعبر عينيك موكب قلق
حين تلتقط أحرفي المتأرجحة دائما
بين رضا و عتبا
آه كدت أنسى ما وددت إبلاغك إياه
أنني لم أعد أعشق القهوة ..
بدأت أنفر منها
بل تراني أفتري عليها ما ليس لها به ذنبا
هل تصدق اني صرت أربط بين صيتها العربي
و طعمها المر و طالعها الأسود
و بدأت أتهيأ أن هذه الثلاثية
قد تكون شيفرة النكبة
فإذا تعذر على امرىء حل لغز و انتابه عجز
و المتاهات طيرت من رأسه لبا
لا بد لك من أضغاث تكهنات
كنوع من التهريج أمام معضلات صعبة
و أحيانا تراودني أفكار كفيلة باعتقادي أن هذا التقهقهر المستشري قد تفك طلاسمه أي كذبة
لن أستفيض بترهات قد تثير بك اي انفعال أو تحيل ترحيبك بخطابي لجلبة
دعك من كل ذلك و استوصي بنفسك خيرا
فهذا المآل لن تثنيه بضع عبارات
و لن تعيده لصوابه رغبة
هكذا ...على بركة التسليم نسير
و كلما خمدت جذوة الحياة فينا
نهرع لإيقادها
نعود لنملأ مصباح الفطرة
ببضع قطرات من زيت يسمونه ...حبا.
و دمت.
صديقتك صاحبة الظل " الضئيل "
المرابط دهراً بين شوق و غربة .
إرسال تعليق