الكاتبة مايا علي السليمان
مُتعَبةٌ...
مُتعَبةٌ أَشدَّ التَعبِ،
بِل مُرهَقةٌ حَقاً.
وَ تَكمُنُ مُشكِلَتي في الوِحدةِ دونكِ يا أمي ..
لا أَحدَ يَعلم ُ أنْ تَعودُ إلي بَيتِكَ مُتأخراً،
أنْ تَجلِس عَلي فراشِكَ في الثانيةِ صَباحاً لا مُستلقياً تُفكر بكلِ ألم متى تعود .
أَنْ تَكونَ مُمتَلئً أشدَّ الإمتلاءِ مِن الداخلِ
وَ صامتٍ أشدَّ الصَمتِ مِن الخارجِ.
أن يَصرُخَ جَسدُكَ يشتاق ٍ،
أن يَنزِفَ قَلبُكَ حُزناً مِن الفراقَ وَ عَلي من فارقته الحياة
أنْ يَغرَقُ عَقلِكَ في مَتاهةِ " أين أمي ?"
سارحاً غَير مُتيقظاً إلا بِبزوغِ نُورِ الصباحِ.
أنا الوَحيدُة في لَيلهِ صاحٍ،
دُونِ الصُحبةِ و الخِلّاني في وَحشةِ الليلِ أَبقي كان أشد ما حصل هو فراق أمي
ولم أكن هكذا ...
أكنّ اشتياقاً كبيراً لأمي، يسود عطفها روحانياً في جسدي وتحتل منطقة من عقلي لا يزال ذكراها باقياً، أترنّح بكل أسف على كل ليلةٍ لم أكن معها فيه و يرتعدُ في جسدي إحساسُ الذنب في كل خطوةٍ دونها ، واتجه إليها لا أجدها، أينما كانت كان يزهر خلفها ويعمُّ الأمل معها لكن الفراق بات دابلاً أسيراً لم تعد الزهور تُسقي بعطفها، كان رمّاحةً بالحب وأنا اشتاق لها في كل لحظة ..
آمل اليوم أن أرها في منامي ولو لحظة لأعانقها بكل ثبات وألا استفيق على نفسي حتى اجدها جانبي سالمةً
.
إرسال تعليق