تشبهني


 الأديبة نورا الصالح

تشبهني..


كالفصل الخامس المعلق في زاوية العمر المنسية..


ينتظر قدرا يخرجه للنور..



كالتفاتة عاشق يروق له التسكع،


 في شارع الحماقات الصغيرة المغفورة..



كغدير صغير غادر الصخرة الأم،


محملا بدعاء اللاعودة..


كمساء كهل ينام على كرسيه،


 يحلم بابنة النهار المراهقة!..


كعصفورة تصنع من ريش 


أجنحتها أوتارا منمقة ..


 كمريض يتوسل الدعاء !



 تشبهني..


و معا،


نشبه استرسال النسيم بين أغصان الشجر ..


 ‏وغفوة الضباب على صدر السهول..


وبراءة الندى على بتلات زهرة بعيدة عن غبن كف الصخور..



تشبهني،


 كسرداب قديم،


 يحمل الزمن على راحتيه..


يحمل الماضي والآتي في صدَفة! 



متشابهان نحن..


 صمتك مثل صمتي،


 عميق جدا..


وموتك مثل موتي،


 بطيء جدا !


وصوتك كصوتي.. 


تراتيل الحزانى!



 إذا ما شردتُ،


 حلمت أني ألملم ذاتي من رؤاك..


وإذا ما صرختُ،


 كنت وادياً لروحٍ فيك وجدت صداها!



لطالما كنتَ،


  في مرآتي،


 ربيعا يخفي دمعي في نهر مقدس ..


يمسح وجهي بالسكينة !



لطالما كنت لي، 


وطنا يجمع أحلامي..


يرويها بماء قدسيّ..


وطنا يحيل بقايا زنبقتي  لبعض ضياءٍ مسافر بين الجهات!.


وطنا


يردد على مسامع أبجديتي  أنّ



( المحبة أنشودة الحياة)!

Post a Comment

أحدث أقدم