بدون صوت… .
أ أ أ ب ب ب اه ..
أ أ أ ب اه ب ب اه..
الذراعان تتحركان بطريقة بهلوانية ..تارة يمينا ..وتارة شمالا ..تنزل بشدة للأسفل وتعلو للأعلى ..وكأن الشخص الذي أمامي يريد خوض حربا ..ملامحه حاده يريد إثبات نفسه بحركاته..قوي البنية ..شديد ..محكم..
وجه باسم ..عيناه تتحركان بطريقة تجعلك تدور بداخلها كأنه يقول لك أفهم جيدا ..لا تجعلني أعيد النظرات الحادة..شفاهه الوسيلة الوحيدة للتعبير عن كلام الصمت ولسانه الناطق بدون كلام ثقيل الهمس وحنجرته قوية مسموعة بأحرف الصوت الصارخة أب أب باه ..وغيرها من الأحرف التي ينطقها… و تلك اليدان اللتان تساعده كي تصل لنا أفكاره المسيطرة على عقله القوي…
كيف حالك اليوم..أأنت بخير..
يشير إلى قلبه بضربة يده الفولاذية المنقبضة فينظر لي بعد أن يعقد حاجباه..فيضرب لصدره بقوة أسمعها ..كأنه يقول أشتقت لك..أحبك… أين كنت..تأخرت..
فيقف ..وينطق حروف الصمت القاتل..يريد البوح لا يستطع..يريد قول شيئا ما صعب جدا..
مد ذراعيه برجفة وشريان يديه من كثرة التشنج تكاد تفقع..فلامس أصابعي بقليل من الرفق ظنا منه بأنني سأرفضه..ونظر ألي نظرة الدموع الغارقة بالقهر والمنكسرة ..حرك شفتاه العليا والسفلى فيخرج اللعاب برفق… ف وطأت رأسي ..ومددت يدي نحو حقيبتي ..وأخذت منديلا معطرا..وبكل رفق مسحت فاهه ..ف أخذ المنديل ..وبدأ يشتم ريحها..أخذ منها نفسا عميقا… ووضعها داخل صدره ويده فوق المنديل ويضغط عليها ناظرا ألي… ويهز برأسه ..معاتبا لي..فرسم وأخيرا إبتسامة تشع نورا… وذلك عندما مددت يدي ووضعتها فوق يده التي تلامس صدره..قائلة له :أنا أحبك ..ولكن أنت تحبني أكثر ..لأنك في كل مرة تجهد نفسك كثيرا كي تقول لي ذلك بطريقتك..أيها الأخرس…
لقد وددت لك… أحببت قوتك..أحببت غصبك..أحببت صدقك..أنت الناطق الصامت..والأجمل..أريدك مبتسما لي ..فقط ..
..فعاد وأعاد حروف الحب..أ أ ا ب ب باه… فضحكنا معا… وقلت وأنا كذلك مثلك ..أ أ أ ب ب باه..أجمل كلمة أحبك… .من فم الأخرس… بقلمي… حياة الحكي…
إرسال تعليق