هل تعرف سر المتفوقين ؟ ليست العلامات ... إنها إدارة المشاعر

 


 بقلم : محمد صافية 

إدارةُ المشاعرِ أثناءَ الدراسةِ تُعدُّ من أهمِّ العوامل التي تسهمُ في تحقيقِ التفوقِ الأكاديميِّ والتوازنِ النفسيِّ. فالطلابُ يسعونَ دائمًا للنجاحِ والتميّزِ في دراستهم، ولكن غالبًا ما يغيبُ عن أذهانِهم أو أذهانِ أولياء أمورِهم الجانبُ العاطفيُّ الذي قد يكون له تأثيرٌ كبيرٌ على أدائِهم. المشاعرُ مثل القلقِ، التوترِ، وحتى الضغطِ النفسيِّ هي عواملُ أساسيةٌ في حياةِ الطالبِ، وإذا تمَّ التعاملُ معها بذكاءٍ، فإنها قد تتحولُ إلى قوةٍ دافعةٍ نحو تحقيقِ النجاحِ. الدراساتُ تشيرُ إلى أنَّ التوترَ يمكنُ أن يكونَ محفزًا إذا استُخدم بشكلٍ صحيحٍ، فيمكنُ لمشاعرِ القلقِ أن تزيدَ من جاهزيةِ الطالبِ وتحفزهُ على التحضيرِ الجيدِ للامتحاناتِ. ولكنَّ المشكلةَ تبدأُ حينما يسيطرُ التوترُ على الطالبِ ويجعلُ حياتَه الدراسيةَ فوضى، مما يؤثرُ سلبًا على أدائهِ..

العديدُ من الطلابِ يتساءلون عن كيفيةِ إيجادِ التوازنِ بين الدراسةِ والحياةِ الشخصيةِ. إدارةُ الوقتِ هي الحلُّ الأمثلُ، ولكن التحدي يكمنُ في وضعِ خطةٍ دراسيةٍ واضحةٍ والالتزامِ بها، مع مراعاةِ تخصيصِ وقتٍ للراحةِ وتجديدِ النشاطِ. لا يمكنُ للطالبِ أن يبقى منغمسًا في كتبهِ طوالَ الوقتِ، لأنَّ العقلَ يحتاجُ إلى الراحةِ لاستعادةِ التركيزِ والإبداعِ. النومُ الجيدُ، الأنشطةُ الاجتماعيةُ، والهواياتُ الشخصيةُ ليست رفاهيةً بل هي ضروريةٌ للحفاظِ على الأداءِ الأكاديميِّ المتوازنِ..

بالإضافةِ إلى الضغطِ الأكاديميِّ، يواجهُ الطلابُ ضغوطًا اجتماعيةً كبيرةً، سواء من الأهلِ أو الأصدقاءِ، وهي ضغوطٌ قد تؤثرُ على حالةِ الطالبِ النفسيةِ. هنا يأتي دورُ الذكاءِ العاطفيِّ في التعاملِ مع تلك الضغوطِ، فعلى الطالبِ أن يتجنبَ التأثرَ بالكلامِ السلبيِّ والبحثَ عن علاقاتٍ داعمةٍ ومستقرةٍ تساعدهُ في رحلتِه الدراسيةِ. كما أنَّ العنايةَ بالنفسِ من خلالِ الأكلِ الصحيِّ، والنومِ الكافي، وممارسةِ التمارينِ الرياضيةِ الخفيفةِ تُعدُّ أمورًا أساسيةً للحفاظِ على الطاقةِ الجسديةِ والنفسيةِ المتوازنةِ..

في النهايةِ، إدارةُ المشاعرِ أثناءَ الدراسةِ ليست مجرّدَ نصيحةٍ جانبيةٍ، بل هي عنصرٌ جوهريٌّ لتحقيقِ النجاحِ الأكاديميِّ والراحةِ النفسيةِ. إذا تمكّنَ الطالبُ من التعاملِ مع مشاعرهِ بشكلٍ صحيحٍ، فإنه لن يحققَ التفوقَ الأكاديميَّ فحسب، بل سيعيشُ تجربةً دراسيةً أكثرَ راحةً وسعادةً. المشاعرُ ليست شيئًا يجبُ قمعهُ أو تجاهلهُ، بل هي قوّةٌ دافعةٌ إذا تمَّ إدارتُها بوعيٍ وإدراكٍ. لذا، على الطلابِ أن يتذكروا دائمًا أنَّ مشاعرَهم قد تكونُ أحدَ أهمِّ مفاتيحِ نجاحِهم إذا أحسنوا التعاملَ معها.

 

Post a Comment

أحدث أقدم