بقلم فادي شاهين
أنا صبرُ المسارِحِ الفارِغةِ
صبرُ السِتارةِ المُمَزقَةِ
صبرُ الكراسي المُحطمةِ
صَبرُ السِجادةِ المهترِئةِ
حينَ صَلَت شَمسُ
الغَضَبِ الموتى
وذاك اليمامُ المصلوبُ
يتلوى سحاباً
وابنُ الندى صريخُهُ
يصعقُ الُدنيا
ينزِفُ القمرُ أحزانهُ
بوادٍ بِلا صدى
لنُنُقَشَ على جدارِ الوقتِ
وصمتُ الثواني أبدي
تَدخُلُ الروحُ في
صِراعِ الريحِ
والحُروفُ تحفَظُ أسرارها
رَحلَ النورُ
والصُبحُ يحتَضِرُ أنفاسَهُ
أبو الهولِ رابِضٌ
على كُثبانِ الذاكِرة
شَهِدَ..يَشهَد
ُ صراعاتٍ وصِراعات
يرقُبُ حِجارة اللّيلَك
ِ تُشيدُ البُنيان
يُزلزِلُها ليلٌ تَكسُوها
ثلوجٌ سوداء
صَمتٌ رَهيب
ٌيُطبِقُ على الوجودِ
ملحَميةُ خُبزِ الدمِ
ما أشبَعتِ الإنسان
الأيامُ بِلا وجهٍ
فقدت عناوينها حين
كذبت حقيقةُ الورودِ
مُدُن الورقِ مُشتَعِلةٌ
والسماءُحزينةٌ شارِدةٌ
على أرصفةِ الظلامِ
يكتُبُ التاريخ مُدوِنٌ خرِفٌ
سقطَ في أوهامِ
مِصباحِهِ الزيتي
والموتى يعبُرون
َ صحراءَ الجُنونِ
بين عواصِفِ الرِمالِ
الحُلُمُ مُسجى على
موائِدِ الضِباعِ
بُكاء العيون..أماني الذكرياتِ
يتَمَزقُ كتِفُ الآهِ وجلجلةُ
صيحَتِه ِتَدُكُ الجِبالَ
تَسري في الريحِ
ِ رائِحةُ الُقبورِ
الُعُشبُ والندى في
عِناقٍ أخير
تَشيخُ النفسُ في النفسِ
العيونُ مُثقلةٌ غريقةٌ
نَبتَكِرُ سُمفونيةِ موتِنا
نَخوضُ بَحراً بِلا موانئٍ
ولا شُطآنٍ
تَجوبُ بِهِ أفلاكُنا لِمَغرِقِها
في تَعرُجاتٍ حيث
ُيَزفِرُ الجحيمُ أنفاسهُ
فيحتَرِقُ عوسَجُ
البشريةِ بِنارِها
واللّيلُ يَشهَدُ غيابَ النورِ
لا نُجومَ ولا كواكبَ الآن
إحتِراقٌ..رمادٌ..دمارٌ..
تخَثَرَ الوقتُ في
خاصِرةِ الدُموعِ
وذاكَ الجرحُ النازِفُ نَهراً
لا عُنوانَ لهُ
نَغتَرِفُ مِنهُ علقَمَ سُقيانا
نمشي فوقَ صَفحةِ ماءٍ
جمَدَها نورُ البدرِ
فَخٌ نسقُطُ في
لَحظةٍ بِلا معنى
مَعركةُ السلامِ محضُ
خُدعةٍ مارِقةٍ وسهولُ
ِ الحياةِ مُستعِرةٌ
ليلقُمَ فمُ الموتِ الفجرَ
ويدخُلُ العدلُ في نومٍ أبديٍ
بعدَ أن كَتَبَ سيرةً
مملوءةً قهراً
#فادي_شاهين
#همس_الروح
إرسال تعليق