بقلم: إسراء القصاب - كاتبة وشاعرة بحرينية
باعتقادي إن اللبنة الأولى لأساس أي من العلاقات، إلى جانب الاحترام تتواجد الثقة، فهي الزاد الذي يغذي العلاقة فينشئها، فيبنيها ويجعلها تدوم طويلاً، أو يهدمها وينهيها!
في أحد المحاضرات التي حضرتها قبل فترة، وفي عرض الحديث، تساءل المحاضر حول كيف نثق بالأشخاص الذين نتعرف عليهم حديثاً في محيط جديد؟ بمعنى أنه أراد أن يعرف، كيف نحدد إذا ما كان الشخص الماثل أمامنا أهلاً للثقة أم لا؟
أسهب الجميع بآرائهم، ولأن في هذا الموضوع كما في مواضيع أخرى، لا توجد قاعدة ثابتة، إنما متغيرات من شخص لآخر.
أود أن أشارككم القاعدة الأولى في –رأيي- لتحديد إذا ما كان الشخص موثوق أم لا! لكن قبلها لنتفق على أن الثقة هي عملية تراكمية نختبرها بالمواقف، إنما كاللبنة أولى أقترح، أن تتشارك مع هذا الشخص معلومة مهمة أو شخصية عنك، لكن ليست سرية، بشرط أن لا تكون متداولة، أو يعرفها شخص أخر في نفس المحيط، على سبيل المثال عمرك، محل إقامتك... إلخ.
فإذا شاركها من أمامك أو من خلف ظهرك دون أذن منك، فلك أن تتأكد مبدئياً بان هذا الشخص قد لا يؤتمن السر! لاسيما انه شارك خصوصياتك، وهي شيء لا يعنيه!
لان باعتقادي إن أي من العلاقات بين شخصين، أو مجموعة من الأشخاص، هي علاقة تحدها الخصوصية، و كل ما يدور فيها من أفعال أو حديث، إذا ما كان أخبار أو معلومات عامة، أو من شأنه أن يشكل خطر بأي شكل من الأشكال، يجب أن يبقى بين أطراف هذه العلاقة، ولا يتسرب منها طالما صاحب الشأن لم يسمح أو يفعل، وذلك بغض النظر عن درجة أهمية ما تم مشاركته من عدمه.
لكن تأكد إنه إذا ما تم تداول ما دار بينكم من أمر شخصي خارج نطاق هذه العلاقة، فإن الطرف الآخر حتماً قد سقط في الفخ! فخ، إنه شخص لا يؤتمن! ويجب استدعاء الحذر في ما نقوله أو نفعله أمامه حتى لا نغدو حدث مشاع أمام الآخرين!
ولكن بذات الوقت يجب أن نتأنى ولا نتسرع في الحكم على هذا الطرف، لان ابن آدم خطاء، وزلة اللسان أمر عفوي شأنا أم أبينا، إنما تكرر الزلة هو ما يجعل الأمر مسلم به غير قابل للشك.
ما رأيكم أنتم؟!
إرسال تعليق