في عيدها التسعين

 


الأديبة فخر هواش


يحار الزَّمان

أجازنا حقا؟

أم جُزناه؟

وعروق الوقت 

تجمَّدت

حتى يكمل التاريخ دورته..

فكلَّما أوقدتِ فيروز المدى

صلِّينا قهوة الصَّباح

وأعادت الأرض ترتيب زينتها

استعارت من الشمس 

أقراط الضِّياء

دوزنت عندلة سلمها الموسيقي

انتشت السَّماء ثملة

فانحنت لتزنِّر قامة الصَّفصاف

ترنَّح جدول في مشيته

ليغازل الأقحوان..

استراح النَّاي في حرجِ راعٍ

 أسلمَ للريحِ آخرَ فكرةٍ

 سلَبها صوتُها كلَّ أوجاعها.

فنامَ المطرُ تعباً 

وغمِّسَ العشَّاقُ قلوبهم بالنَّدى..


كلما أولمت فيروز الغناء

وضع الرَّبيعُ علامتين 

على جبينِ الشَّمس

تمكنان الأشجارَ من خُضرتها

ثم أطلق حقلَ قمحٍ ناضجٍ للريحِ....

فأورَقَ في مدارِ الرُّوحِ تفاحٌ وأزهر

محتْ غابةٌ ظلَّ الشَّمسِ عن

طفلةً  ترسمُ على صفحة النَّهرِ 

صوراً لعرائس الجن الهجعت سكرى 

إلى كهفها المسحور...

تتقافز أفكارنا بشغفٍ

 كوعولٍ بريَّةٍ 

ترعى أعشاب النوتات التي

...تنحاز...ثمَّ تتلاشي في لحنٍ بديع

وكم ركضت بنا الكلمات على غير هدى 

لنجدنا في عتيق الصور 

فلا نعود ولا نضيع...



إنها فيرز....!

Post a Comment

أحدث أقدم