الكاتبة الاء العبسي
المحاولة رقم سبعة عشر:
محاولتي الأخيرة للهروب منك
مضت أربعة أشهر على معرفتي بك وثلاثة عشر يوماً على همستك الأخيرة لي (أحبك)
هل كانت أحبك أو "أنا" أحبك؟
في الآونة الأخيرة تداخلت الأصوات في رأسي الأحمق جاهدتُ نفسي كثيراً لأتذكر أيهما كانت لكنني في النهاية قررت أن تكون أحبك
أنا خائفة
هل تعلم!
أغمض عينيا بشدة في النهار
أغض البصر عن وجوه كثيرة
حتى وجه أمي أحياناً أتجنبه
خوفاً من اختلاط آخر ملامحك التي أتذكرها مع وجهٍ آخر فأنساك
آه صحيح لم أخبركِ حصلت على صديق مقرب جديد (سدادات الأذن) أروع صديق على الإطلاق
أخبرتك من قبل تداخلت الأصوات في رأسي كثيراً
خشيت أن أسمع غير صوتك فأنسى نبرتك بعلوّها ودنوّها بضحكتها وقهقهاتها وهمساتها "همساتها"
آخر همسة على وجه الخصوص
حاولت والداتي كثيراً إبعاد صديقي عني
وطبيبي النفسي يقول لي لا بأس بأن أتخلى عنه وعنك
يقول لا بأس بأن أترك صوتك
وأعتق ملامحك
لا بأس أن أرى ملامح جديدة وأسمع همسات جديدة
لا بأس ها!
هل تصدق؟
يقول لا بأس
إنه لا يعلم أنني كامن فيك وأعيش فيك
دائماً ما تطلب مني حروفي لكنني كما تعلم لا أستطيع مشاركة ما يلامس روحك مع أحد
هَلَّا تعود لأصنعها لك...
صحيح
لا فائدة الآن
ألم أقل لك إنها محاولةٌ للهروبِ منك
نصحني طبيبي بذلك
لكنني أفشل دائماً
أَجِدنِي أهربُ منك إليك
ستكون هذه الورقة السابعة عشرة التي لن تكون الأخيرة
سأكتب لك مجدداً
في محاولة أخرى للهروب منكِ.
# سيدي_الصغير
# ابن_قلبي
أنا أشتاقك
هربت منك كثيراً
باتت لدي الكثير من المحاولات لقتلك داخلي ابتعدت عنك سنوات وفي لحظه ما تأتي إليَّ ذكراك كأنك الآن ذهبت وتركت قبلة وداع صغيرة على جبيني تخبرني فيها أنك عائد
مشاعري أصبحت مشكلة لا أستطيع كبحها وإزداد الجنون قد نصحوني بعدم التفكير بك كيف ولا يحتل رأسي سواك تبعثرت بك ووقعت على قلبي أوجعتني أيام وسنون وأفرحتني ثوان كسرت رعب السنين التي مرت
أصبحوا الآن يتجاهلون وجودي عرفوا أني مزاجية الحديث
إن إحتلت ذكراك مخيلتي أبكي وأرثي حاليا ويبكون معي وإن إحتلت صورتك قلبي أقيم لهم أفراحنا ارقص وأغني وأوزع ابتسامتي على المارة في الطريق
عرفوا أني مجنونة وإني مهووسة بك حد التعب أصدقائي لا يجروئون على ذكرك أمامي خوفا من تقلب المزاج فلو إرادو ليَّ السعادة ذكرو اسمك ولو ارادو حزني ذكروني بك
لقد احتللتني بالطريقة الأصعب
وكان غيابك من كسر جبروتي
اتعلم بت الآن من يخبرهم ماذا يفعلو بقلوبهم لو اجتاحهم الحزن وانا ارثي نفسي لا أحد يخبرني ماذا أفعل
سيدي الصغير واشباهي الأربعين
لا أعلم أأشكرك على حالي هذه
أم أبكيك على وجعي
أم انتقم منك على غيابك
سيدي الصغير وأشباهي الأربعين
لم تبق لغه إلا وكتبت لك فيها ، اخترعت أبجديةً جديدة لم تكفني أبجدية أجدادك ولا حروفهم مع أنها كثيرة
ولم تكفني لغات العالم مع أنها كثيرة
أهناك خطأ
أم أن حروفي لا تصل إليك ألم تتنبه لألمي منك أم أنك لا تراني
بت على قناعة تامة أن حروفي وصلت لكل من يحمل في قلبه ذرة حب إلا أنت
العبرة فيك ليست حرفياً ولا المسافة
بت أفهم أن كلماتي لا تعنيك
لا سيدي الصغير فهي تعجبك
مم يبدو أنها المسافة
لكنني دوما اختصرها بمكالمة
ما الذي لا يعجبك دعني افكر
لون شعري لا يعجبك ام اني املك عيوناً عسليه لا يعجبك لون عيوني
لست قصيرة ما الذي لا يعجبك
ما المهم الذي تركتني لأجله هل يعقل لأنني سمراء وأنت تحب الفتاه الصهباء
لم أخبرك شعريا أصبح لونه أحمر
وأملك ابتسامة رائعة وصوت جيد ولدي حس مرهف وأحب المزاح والنكات
يبدو أني خرجت عن صلب الموضوع
ألم أخبرك اني تائهة بدونك
وان حروفي ليست كما يجب سيدي الصغير بالصدفة تيقنت أنك ما زلت تحتل المرتبة الأولى من تفكيري لا زلت أحتفظ بك في قلبي لست ذكرى ولن تكون
اتعاهد دوما أنا وحروفي أن تبقى معي مع خيالي رفيق لدربي وسندا لكلماتي
أتعلم نسيت وأنا معك أنني أنثى وتذكرت فقط جبروت عظمتك لم ولن أطلب منك الحديث يكفيني أنك هنا بين ثنايا روحي واني أراك في فنجان قهوتي في طعامي وشرابي في حديثي معك وعنك التزم دائماً حدود الأدب أحاول إسعادك وأنت بعيد وأرى إبتسامتك في مخيلتي أفرح
وأقيم احتفالاً لأجل إبتسامة ما بالك سيدي لو زرت أحلامي
او زرتني أعتقد اني سأحرر سجناء العالم أجمع وأهديهم ميثاق السلام سأنهي... الحروب سيدي وأجمع الأضاد مع بعضها سأبدأ ثورة الإحتلال من جديد وأجمع جميع جرحى العالم (الكل مجروح) وأحررك من حروفي ونبدأ من جديد أعشقك حد التعب وأنت بعيد وأغدو فكرة مرت على قلبك سيدي
ويبدأ جيشي بإحتلال الأرض فننشر بدل التعاسة سعادة وأحيي الجميع بإبتسامة
أما أنت فجبروتك لا يقوى على الهجوم فالكل معي ضدك
لا مهرب لك
سيدي الصغير وأشباهي الأربعين مرحبا بك في مملكتي
أنا وجنودي وأرضي وحروفي وكلماتي ولغتي
وكل شيء على هذه البسيطة تحت أمرك سيدي
أحبك حد التعب
إرسال تعليق