الكاتبه منى أبو الرُّب
قصة قصيرة للاطفال
كان يامكان في قديم الزمان ، مع قدوم فصل الشتاء الماطر وصوت الهواء تسود خوفا على الاطفال في باص المدرسه، كان يوسف جالس في مقعده ينتظر دوره نزوله إلى منزله.
عاد إلى منزله مبللا من المطر ، وأمه تنتظره من النافذه؛ لاستقباله؛ لوح لها من بعيد مبتسما.
على عتبة المنزل انتفض جسده وشعره من بقايا المطر .
وبعد ما جهز نفسه ولبس ثيابه النظيفه، جلس على مائدة الطعام وقت الغذاء،سأل أمه ماذا طبخت وعرف انه الحساء بالخضروات المفضله لديه في هذا الجو البارد ، أخذ نفسا عميقا بالرائحة الطعام الطيبه.
استعد لطعام؛ وضع منديلا على صدره ألا يسقط شيئا منها أثناء تناوله لها على ملابسه.
قدمت له أمه حسائه الشهي، وفرك كف يداه سويا فرحا به.
بدأ برشفات خفيفه ساخنه يتأفف بها واحده تلو الأخرى، وأمه تنظر له ضاحكة حتى سقط من فمه بعضا منها؛ اقتربت منه ومسحته وقالت له: تروى يا بُني مازال الحساء ساخنا.. انتظرقليلا لتبرد.
قال يوسف: لقد انتظرتها لكن تأخرت حتى بردت.. لذالك لن اصبر بل مستمرا بالاكل وهي ساخنه جدا..
ضحكت والدته ومسحت على رأسه بحنان وحب، ثم ذهبت لتكمل عملها في المنزل.
أثناء ترتيبها للمنزل، بقيت النافذه مفتوحة وزخات المطر تضرب الستائر، حتى دخلت ذبابه حمقاء بالخفية لا أحد لاحظ ذالك.
يوسف مُنهمك بالحساء، ووالدته بتنظيف المنزل.
لاحظت الذبابه المببله من المطر انها قد وصلت إلى المكان الصحيح كي تستريح، التفتت إلى اليمين ثم إلى اليسار مع سرعة حركتها في جوانحها؛ انتبهت ل يوسف يأكل ولايبالي أحدا؛ نظرت اليه بخمسة عيونها وكانه مجموعة أشخاص
لكن يوسف واحد فقط لا أحد معه.
قامت تحوم فوق رأسه بصوتها.. إزززز… إزإزززز، رفع يده يوسف إلى الأعلى كي يتخلص منها دون أذيتها.. بل تزال ترن.. اززززز… ازززززز
يوسف : يالله ماهذا الازعاج وقت الغذاء.. وهي تحوم اززز.. ازززز ها سأضربك من هنا كي لاتموتي..
ف لوح لها يمينا وشمالا يبعدها عن الحساء، وهي تزال تطير وترن اززززز… ازاززززز.. يوسف غضب ونهض عن طعامه يلاحق بها في الصالة.. وهي بصوتها اززززز اززززززز ويوسف يقول لها لن اضربك بل ارحلي من حيث أتيتي هيها من هنا، من النافذه هيها ياغبيه هيها اخرجي.. اززززززز… ازازززز حتى طارت من النافذه واغلق بإحكام على حسب قوته.
عاد وجلس امام طبقه كي يكمل طعامه؛ واذ صوت يَزن بقوه اكثر وقريبه.. اززززز اززززز
اندهش يوسف وقال : لقد اخرجتكِ من النافذة؛ كيف عُدت من جديد!!! يالله ماذا افعل بها هذه المزعجه..
لايريد يوسف إذائها بل يريد ابعادها ك طفل بريء لايحب قتل الحشرات.
حاول معها بعمل فخ لها، جلب كرتونه مبكته كي يدخلها فيها ويحشرها حتى يتخلص منها بالخارج ولم ينجح ذالك..
عادت اليه.. 🤭 اززززز اززززز
هنا يوسف غضب وصرخ بقوة وهو يكملُ طعامه ، حتى هرعت الام مسرعة اليه، ماوصلت اليه الا أن الذبابه في طرف الطبق ومن حرارته سقطت؛ هنا يوسف انصدم ونظر إلى أمه وقال : جد انها ذبابه حمقاء ؛ أمي حاولت ألا أذيها واخرجها للخارج، عادت عدة مرات.. ياالهي كم غبيه.. وحمقاء.
ضرب على جبينه حزنا عليها مقرفا منها أيضا.
الام : هات الطبق لابدله بغيره.. قاطعها يوسف: لالا لقد شبعت الحمدلله..
أخذ الطبق وأسكبه في القمامه حزنا عليها..
أتعرفي يا أمي.. والأم مستمعه بإستغراب كيف تأثر طفلها على مافعلته الذبابه الحمقاء..
الام.. ماذا يابُني.. قل مالديك.. ؟
يوسف: مهما حاولنا حماية أحد منا لابد القدر مكتوب له الموت
نظرت له أمه؛ ثم نطقت حماك الله ياولدي، نعم صحيح
تعددت الاسباب والموت واحد.
يوسف: أجدت الحكمه ياأمي كم أنتي بارعه بالحكم..
هكذا الذبابه حاولت ألا تموت لكن للأسف سقطت في وعاء الحساء؛ كم هي غبيه.
الام: يا بُني انها حشره تطير لايمكن اقافها الا اذا ضربتها أرضا أو تهشها خارجا بألا تأذيها؛ رغم أنها أذيه ومزعجه وأخذت جزائها بفعل حماقها.. هيها ياولدي إلى الدراسه
لاتضيع الوقت.
يوسف : اااه صحيح لدينا موضوع تعبير طلب منا الاستاذ نختار اي موضوع من ذوقنا
سأكتب عن الذبابه الحمقاء والحساء.. ها وجدتها أمي
هيها أراكي لاحقا أمي.
الام: إلى اللقاء.. ادرس جيدا وان انهيت ناديني لاشاهد ماذا أخذتهم من الدروس اليوم.
يوسف من غرفته بصوت عال: حسنا.. حسنا أمي.
هكذا انتهت القصه بعبرة مهما حاولت انتهاء أحد من حياتك مزعجا وآذاك ، هناك قدرا يكتب على جبين الآذية نهاية علاقة اما الفشل او موته لاسباب ما لا ذنب لك فيه
حتى لو بعد حين يأخذ جزاءه من يده.
تعددت الأسباب والموت واحد.
إرسال تعليق