الكاتبة سجى القضاة
لم أؤمن يومًا أن لمعاني الحياة مرجعًا في سعر أو علامة تجارية، ولم أبحث يومًا عن بريق الماركات لألفت الانتباه أو أُعلّق شخصيتي بثوبٍ يحمل اسمًا كبيرًا. كنتُ دومًا أهبط إلى السوق بفكرٍ بسيط، أقتنص ما يروق لعيني وما يلائم روحي، سواءً أكان رخيصًا متواضعًا أو غاليًا نادرًا، لم تكن الأرقام على البطاقات هي المقياس، بل كيف تنبض الأشياء معي.
لم تأسرني يومًا قصص الشاشات الكبيرة أو درامات المسلسلات الأجنبية، قلبي يميل إلى البساطة، إلى شيء يحمل عبق الماضي، كدراما سورية قديمة ألتقي بها على مهلٍ مرة كل عام، دون أن أترك لها حق الإقامة الدائمة في يومياتي. المكياج أيضًا، لم يكن يومًا هويتي. إن وضعتُه، بالكاد يُرى، حتى يكاد من حولي يجهلون وجوده.
يداي لطيفتان، قادرتان على تشكيل الجمال وترتيب الأظافر، أعرف أني أستطيع، ولكنني لم أجد يومًا في هذا الاهتمام داعيًا يشغل وقتي أو روحي. أعيش بعيدًا عن زيف التفاصيل، أميل دائمًا لما هو بسيط، عفوي، صادق... دون مبالغة، ودون تكلف.
لم أجد نفسي يومًا أسيرة زيف التفاصيل أو رهينة صخب العالم من حولي. أميل لما هو بسيط، لما يروي عطش الروح دون أن يغرقها في طوفان المظاهر. أجد الجمال في العفوية، في الأشياء التي تأتي بلا تكلف، بلا محاولات يائسة لإرضاء أعين لا تراك كما أنت. أنا أنا... هكذا أعيش، خفيفة كنسمة، حرة كطير، لا أحمل على كاهلي إلا ما يهم حقًا. وكلما نظرت إلى العالم من حولي، أدركت أن المعاني الحقيقية لا تُقاس بثمن ولا تُصبغ بألوان، بل تُولد من الداخل، نقية، صافية، لا تعرف الزوال.
إرسال تعليق