قلم/ صهيب المياحي
سأظلُّ أحاول،
كأنَّ المحاولةَ نجاةُ قلبي،
وكأنَّكِ في كلِّ فجرٍ موعدٌ جديدٌ للحياة.
سأرتبُ الحديثَ عنكِ كما يرتبُ الفلكيُّ نجوماً
تراودُه عن سرِّها،
وأختلقُ الحكايا
لتكوني بين سطورها ضوءًا يتسربُ في الظلال.
أحبُّ الحديثَ معكِ،
لا عن عظمةِ الأشياءِ الكبيرة،
بل عن فتاتِ التفاصيل التي تسكنُ يومنا،
عن أقداحِ القهوة الباردة التي نتركها نسيانًا،
عن طرقاتِ المطرِ حين يرقصُ على النوافذ،
عن نزاعاتِ أرواحنا في صمتِ الليل،
وعن طُموحِنا أن نُحلقَ عاليًا
رغم أنَّ السماءَ بعيدةٌ،
ورغم أنَّ الرياحَ عاتية.
أحبُّ الحديثَ عنكِ،
لكنّي حين يقتربُ الكلامُ من الحبِّ،
أسقطُ في لجّةِ الصمتِ
كغريقٍ يهوى الغرقَ أكثر من النجاة.
فالحبُّ يا صغيرتي،
هو تلك النارُ التي أخشى أن أقرِّبَ منها يدي،
فلا أجدني إلا رمادًا.
أثقُ بكِ كما أثقُ بالليلِ أن يسبقَ الفجر،
كما أثقُ بالموجِ أن يعانقَ الشاطئَ رغم عناده.
أثقُ أنكِ لي،
أنَّ عينيكِ وطنٌ
أعودُ إليه حين يتعبُ القلبُ
من اغترابه الطويل.
لن أبوحَ لكِ الآن،
لأنَّ الحبَّ الذي يقالُ على عجلٍ
يشبهُ زهرةً تفتَّحت قبل أوانها
فذبلت حين مسَّتها الشمسُ.
لكني، في أعماقي،
أكتبُ لكِ كلَّ لحظةٍ قصيدة،
وأزرعُ في قلبي بستانًا
كي يليقَ بحضوركِ يومًا.
لا شيء يشبهكِ،
لا الربيعُ حين يزهرُ حقلاً من الأقحوان،
ولا النجومُ حين تتسابقُ لتكتبَ خريطةَ السماء.
أنتِ أغنيةٌ أبديةٌ،
لحنٌ يعزفُ على أوتارِ الروحِ
كلَّما ضاقت الأرضُ على حُلمي.
وفي يومٍ قريب،
حين أكونُ جاهزًا لاحتضانِ الضوءِ،
سأقولُها لكِ:
"أحبُّكِ"
بكلِّ لغاتِ العشقِ التي لم تُخلق بعد،
وبكلِّ القصائدِ التي لم يكتبها الشعراءُ.
حتى ذاك الحين،
سأستمرُّ بالمحاولة،
ليس لأجل أن أكونَ لكِ،
بل لأجل أن أكونَ جديرًا بكِ.
إرسال تعليق